أسعد ذبيانخلال بحثك عن تذكرة سفر ضمن الاتحاد الأوروبيّ، تتصفّح المواقع الإلكترونية فتجد ثلاث تعرفات: الأولى هي التعرفة العادية، الثانية للأطفال ما دون الـ11 سنة، والثالثة مخصّصة للشباب (حتى عمر الـ25 سنة)، ويتجاوز الحسم عليها نسبة 50% في بعض الأحيان. هذا نموذج مصغّر عمّا تقدمه دول الاتحاد الأوروبي إلى شبابها “لأنهم لا يزالون في المرحلة الجامعية، ويكوّنون مستقبلهم، لذلك يحتاجون إلى ما يمكن الدولة أن تقدّمه إليهم من تسهيلات”، كما يشرح كاريغ ماغريفور، مدير مشروع في الـBRITISH COUNCIL في بروكسيل. وفي هذ الإطار، تشمل التقديمات جميع نواحي الحياة، من الاستشفاء، إلى التعليم، مروراً بالمواصلات العامة والاتصالات. فبمجرّد حصولك على بطاقة المواطنة الدنماركيّة، تتعلّم مجاناً، كما تتقاضى كطالب أجراً يصل إلى 900 يورو في الشهر، وتحصل في معظم المطاعم على حسم 10%. أمّا فرنسا، فتقدم إلى طلابها دخولاً مجانياً إلى “اللوفر”، وحسماً خاصّاً للشباب تحت الـ24 عاماً للصعود إلى برج إيفل، إضافةً إلى بطاقات خاصة للمواصلات العامة من قطارات وباصات ومترو، لا يتجاوز سعرها ثلث سعر البطاقة العادية (نحو 5 يورو في الشهر).
اتصلت بأختي التي تنوي متابعة دراستها في أوروبا، لأزفّ إليها أخبار الدعم الذي يتلقّاه الطالب هناك، لكنها سبقتني، وأخبرتني أن رسوم التسجيل الجامعي في لبنان قد تضاعفت. فضربت كفاً بكف، وقلت في نفسي: “فعلاً، من راقب الناس مات همّاً”.