محمد نزالتلقى شبكة «المنارة» اهتماماً ودعماً دولياً، لكونها انطلقت بمبادرة من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، بحسب ما أعلن رئيسها إيلي الأعرج في كلمته الافتتاحية. شكر الأعرج رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لرعايته المؤتمر، وختم شاكراً «الشباب الذين مرّوا بظروف قاسية جعلت منهم مدمني مخدرات. شكراً لأنهم يصبرون على تقصير المجتمع تجاههم».
كان واضحاً أن أغلب المؤتمرين لم تكن بينهم معرفة سابقة، لكونهم آتين من دول مختلفة ومتباعدة. من جهته، رأى ممثل منظمة الصحة العالمية ـــــ المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، الدكتور حسين جزايري، أن نسب متعاطي المخدرات في المنطقة ما زالت مرتفعة جداً، وترتفع لدى المتعاطين بواسطة الحقن خصوصاً. حقن المخدرات هذه، فضلاً عن ضررها، مسؤولة عن 10 بالمئة من الإصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة «السيدا».
تحدث في المؤتمر المسؤول في «الجمعية الدولية للحد من المخاطر»، جايمي بريدج، عن برنامج دولي يمكن المدمن بموجبه أن يحصل على الحقن من الجهات الرسمية، بدل أن يذهب إلى الطرقات ويبحث عن حقن مستعملة، ما يمكن أن يصيبه بالعديد من الأمراض المعدية. البرنامج يدعو إلى ذلك مرحلياً، ما دام المدمن لم «يشفَ» بعد.
ماذا عن المخدرات في السجون؟ وما هي حال السجون اللبنانية في هذا المجال تحديداً؟ أسئلة وجهتها «الأخبار» لرئيس جمعية «عدل ورحمة» الأب هادي عيّا، الذي شارك في نقاشات المؤتمر. «يحصل أحياناً أن يدخل شخص إلى السجن بجرم السرقة، يظل هناك بلا تأهيل، فيخرج وهو يحمل الآفة عينها، إضافة إلى تعلمه تعاطي المخدرات». يرى عيّا أنّ السبب الرئيسي لهذه المشكلة يتمثل في «عدم تصنيف السجناء» كما يحصل في أغلب سجون العالم، فيختلط في السجون عندنا «المعاقَب بسبب مخالفة سير بمدمن مخدرات أو قاتل».
ويشكو رئيس الجمعية التي تعمل «إنسانياً» على مساعدة السجناء، أن «القوى الأمنية يهمها الأمن قبل أي شيء، وتغيب عنها الجوانب النفسية الأخرى للسجين. لكن في المقابل، يغيب عن الدولة أن السجن هو المكان الذي يفترض أن تجري فيه إصلاح للمواطن، لكي يصبح مكاناً تتباهى به أمام المواطنين بقدرتها على صنع مجتمع صالح».