محمد نزالكانت الابتسامة تعلو وجوه أصحاب السيارات المستعادة، بعدما كانوا قد فقدوا الأمل بعودتها «كما هي العادة»، بحسب ما عبّر عبد القادر حوار، الذي أتى من طرابلس إلى بيروت لتسلّم سيارته. كان لافتاً أن معظم هذه السيارات رباعية الدفع، ويفضّلها السارقون على غيرها عادة، نظراً إلى إمكان الاستفادة منها في عمليات سرقة لاحقة، بحسب ما ذكر مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار».
إعادة 16 سيارة مسروقة إلى أصحابها دفعة واحدة كانت نتيجة للمتابعة التي بدأت بخيط وكرّت السبحة، بعد سرقة سيارة المحامية ثريا نهاد المشنوق، في منتصف الشهر الماضي، ثم تمكّنت الشرطة القضائية من توقيف السارق في منطقة الضاحية، إثر محاولته نقل السيارة المسروقة إلى البقاع، بحسب ما أكّد المسؤول الأمني.
وتبيّن أن للسارق شركاء، فباشرت الشرطة القضاية عملية تعقّب لهم، وتمكّنت من استرداد السيارات التي سُلّمت، أمس، إلى أصحابها. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير بارود، إثر تسليم السيارات، أشار إلى أنه «من أصل 16 سيارة مستردّة نسلّمها إلى أصحابها اليوم، هناك سيارة سرقت منذ 10 سنوات، وسيارات أخرى سرقت في شهر تشرين الثاني من العام الجاري، كذلك فإن هناك شركات تأمين دفعت ثمن السيارة لمن سرقت منه، وهي اليوم تسترد هذه السيارة».
عدد السيارات المستردّة «مرشّح للارتفاع»، بحسب ما أكّد بارود، متوقعاً أن تتمكن الشرطة القضائية، خلال الأسابيع المقبلة، من ضبط عدد أكبر من السيارات المسروقة.
كرّر بارود ثناءه على التعاون الكلّي الذي تتلقّاه القوى الأمنية من كل المعنيين في أي منطقة في لبنان، وتحديداً في الضاحية الجنوبية لبيروت، «هذه المنطقة التي يرفض أهلها أن تكون خارج سياق الدولة، كذلك فإن المعنيين فيها من قوى سياسية يتعاونون بدرجات عالية». هذا الأمر أكّده أيضاً مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار»، قائلاً «إن مستوى التنسيق بيننا وبين القوى الفاعلة في الضاحية الجنوبية وصل إلى مستوى عال جداً، علماً بأن الأمور تسير في العلن وكلّ شيء فوق الطاولة».
وتطرّق بارود في حديثه إلى موضوع مكافحة المخدرات، قائلاً إن «هناك نتائج مرضية جداً، وهذا الأمر يخصّ كل عائلة وبيت وشخص في لبنان. نحن مصرّون على مواصلة المسيرة وإعطاء المواطن حقّه على الدولة في أن يكون لديه أمن واستقرار».