محمد محسن لن يفاجأ سكان منطقة المريجة، برؤية كاتبة القصص البوليسية آغاتا كريستي، تعاين مبنى «سنتر الحلم»، الأضخم في هذه المنطقة المكتظة. فلو كانت الأخيرة على قيد الحياة (توفيت عام 1976)، لاستوحت حتماً مما جرى هناك، قصّة بوليسية تضاف إلى رصيدها الروائي. المبنى الكبير، الذي يضم مكاتب شركات وعيادات طبية ومكاتب مصرفية وهندسية، تعرّض للسرقة خمس مرات متتالية، في فترة زمنية قصيرة، تبلغ شهراً. فإمّا أن السارق يملك جميع مفاتيح الغرف والمكاتب، ويدخلها من دون تعرّضه للسؤال، وإمّا أن إهمالاً يحصل من جانب القوى الأمنية في التعامل مع حوادث السرقة المتتالية. ولولا أن فرضية الشبح السارق تثير الضحك، لكان واجباً إدراجها ضمن الفرضيات التي توصل إلى خيوط تكشف السارق. على أي حال، لا يزال مسلسل السرقة يتوالى في هذا المبنى. الحلقة الخامسة من هذا المسلسل، حصلت يوم أول من أمس، في إحدى

السارق يعرف هدفه: حاسوب محمول وعدّة رسم الأوشام

العيادات التجميلية، التي لم تفتتح رسمياً بعد. هكذا، فوجئت صاحبة العيادة، الآتية حديثاً من الولايات المتحدّة بما رأت. القفل مخلوع «بالشفرة» كما نقل بعض الشهود، ونوعية المسروقات لا تحتاج إلى خبير جنائي، لتؤكد أن السارق يعرف هدفه: حاسوب محمول، عدّة رسم الأوشام (التاتو) بكل آلاتها ومستحضراتها، من الإبر والحبر وأوراق رسم الوشم وصولاً إلى دفاتر الرسوم. ترك السارق مساحيق التجميل، لكنّ زيتاً باهظ الثمن أعجبه، فضمّه إلى لائحة مسروقاته. وفي الشقة التي تقع فيها عيادة التجميل، عيادتان تعرّضتا للسرقة أيضاً. يبدو أن السارق هو ذاته الذي سرق عدّة الأوشام. في عيادة طب الأسنان وعيادة جراحة العظم، قدّرت المسروقات بستة آلاف دولار، وأهمها حواسيب محمولة أيضاً. وقبل هذه السرقة، تعرّضت مكاتب أخرى في المبنى نفسه للسرقة، إذ أفاد سكان المنطقة عن محاولة سرقة مكتب لأحد المهندسين، كما تعرّض سارقو المبنى في وقت آخر، لمكتب للإعلانات والغرافيك ديزاين. كذلك، لم يسلم مستودع لأدوات التجميل من أيادي السارقين. وبينما اشتكى السكان إلى القوى الأمنية مراراً، يفيد مصدر أمني رسمي بأن القوى الأمنية، بعد كل محضر، كانت ترفع البصمات، وأخيراً «استُدعي أشخاص مشكوك بضلوعهم في السرقة، لكن بصماتهم لم تتطابق مع بصمات السارق الحقيقي». ويؤكد المصدر الأمني متابعة القوى الأمنية التحقيق في هذه السرقة اللافتة، محجماً عن إعطاء تفاصيل جديدة، إذ إن فصول التحقيق لم تنته بعد.