ينتخب طلاب الجامعة الأميركية في بيروت مندوبيهم إلى المجالس الطالبية يوم الثلاثاء المقبل، في ظل الاصطفافات المعهودة مع بروز حركة مستقلين فاعلة
ديما شريف
على مدخل الجامعة الأميركية في بيروت لا شيء كان ينبئ أمس بالحماسة في الداخل. كان بعض الطلاب يخرجون من الباب الرئيسي وهم يحملون أوراقاً وزعها عليهم المرشحون إلى الانتخابات الطالبية. إذ شغل الطلاب منذ مساء الخميس بزيارة «ستاندات» المرشحين التي نصبت أمام «وست هول» والتعرف إلى برامجهم.
وكانت مهلة الانسحاب من الانتخابات قد انتهت منذ أيام وبدأت تتضح معالم المعركة التي يحسم جزء منها الثلاثاء المقبل يوم انتخابات المندوبين. وكما حصل العام الماضي، فإنّ من المبكر حسم من سيحظى بمنصب نائب رئيس المجلس الأعلى للطلاب (usfc) التي تجرى انتخاباته بعد أسبوع من الانتهاء من انتخابات المندوبين. إذ قلبت «بلا حدود» الطاولة على الجميع ونالت المنصب الطالبي الأعلى في الجامعة.
كان اللافت هذا العام زيادة عدد المستقلين المرشحين إلى جانب دخول حزب الخضر إلى دائرة المنافسة للمرة الأولى في الأميركية بعد انتخابات اليسوعية منذ أسبوعين.
لكن بعض المستقلين لم يستطيعوا إخفاء ميولهم الآذارية (مع الأكثريّة أو الأقليّة) إذ جلسوا في ستانداتهم يلبسون قمصاناً صفراء أو حمراء وفق ميولهم. وقد اعتمد طلاب 14 آذار للعام الثاني اللون الأصفر لحملتهم مع شعار «students at work» (طلاب في العمل)، فيما غيّر المعارضون شعارهم ليصبح «student league» (عصبة الطلاب) مع إبقاء لونهم الأحمر. وكان الجديد هذا العام توزيع قوى 14 آذار على مناصريها معاطف واقية من المطر بلون أصفر إلى جانب الفولارات والقمصان.

بعض المرشحات اعتمدن حملات وردية
بعض المرشحات تميّزن بشعاراتهن «الوردية». دانا وجورجينا استغلتا تشابه حرفي اسميهما مع شعار دور أزياء عالمية «دولتشي وغابانا» D&G لتطلبا من زملائهما أن يصوّتوا للجمال «vote pretty». من جهتها، استغلت مرشحة أخرى شعار فيلم «الشيطان يلبس برادا» ووضعت صوراً لحذاء زهري، لونها المفضل، وطلبت التصويت لهذا اللون «vote pink».
وكالعادة في كلّ عام، سرت شائعات عن مبالغ مالية مدفوعة من كلّ طرف. فتداول بعض الطلاب أنّ قوى 14 آذار دفعت مبلغ ثلاثين ألف دولار تكلفة لحملتها الانتخابية، مقابل بضعة آلاف أخرى دفعتها المعارضة. في المقابل، سرت بين طلاب كلية الآداب والعلوم شائعة تحالف بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي تحت الطاولة، نفاها الطرفان في الجامعة.
ويخوض النادي العلماني معركة قوية هذا العام بالتحالف مع «بلا حدود» و«المشروع المستقل» (project independant) وطلاب يساريين وعلمانيين مستقلين في كليات عدّة. التحالف الذي اتخذ لنفسه شعار «الطريق البديل» (the alternative route) يجهد لجمع الأموال من المرشحين والمناصرين لتغطية تكلفة الحملة الانتخابية لأنّ قانون الجامعة يمنع استخدام أموال النادي لهذه الغاية.
واشتكى بعض الطلاب من تحوّل المعركة نحو الشعارات الطائفية، كما يحصل في كلية الهندسة، إذ تتنافس ثلاث لوائح على مقعدين في الدراسات العليا، واحدة لـ«الطريق البديل»، واحدة للمعارضة وأخرى لقوى 14 آذار. وتُتهم هذه الأخيرة باللعب على الوتر المذهبي.
إذاً يتضح الثلاثاء جزء من الصورة النهائية للانتخابات الطالبية في الجامعة الأميركية في انتظار حسم منصب نائب رئيس المجلس الأعلى للطلاب وهو الأهم في الجامعة.