محمد محسنتغطّي الفراشة ثغر الفتاة، فتسكتها. هكذا، لا تعود الفراشة جميلة. هذا المشهد، هو لوحة رسمتها الطالبة نادين أبي رافع لمعرض «ترابط» الذي نظّمته الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم (AUCE) في مبناها في بدارو، وتنتهي فعالياته اليوم. عبر رسومهم، نقل الطلاب مجتمعهم كما يرونه. فالفراشة التي رسمتها نادين، ما هي إلا «أعراف تحدّ من حرية التعبير عند الفتاة، ويصوّرها المجتمع أنها شيء جميل».
في قاعةٍ صغيرة نسبياً، تلفتك شبكة من القضبان الحديدية المتصلة بعضها ببعض، علّقت عليها لوحات الطلاب ورسومهم. تشابك القضبان لم يكن عبثياً، إذ إنه يعبّر عن فكرة المعرض واسمه «ترابط». فقد استوحى طلاب الفنون فكرتهم هذا العام من نظام عمل خلايا الدماغ، التي ترسل الإشارات بعضها إلى بعض، من دون أن تكون متصلة فيزيولوجياً.
هذا ما جسّدته مشاريع التخرّج في اختصاصات الهندسة الداخلية والرسم والغرافيك ديزاين. مشاريع تضمنت، إضافة إلى الرسم، عرضاً لمخططاتٍ لمرافق حيوية ومراكز سياحية، كالمكتبات العامة والحمّامات التركية والمطاعم. وفي وسط المعرض وجوانبه الأربعة، صور بتقنيات مختلفة، لا تبدأ بالرسم اليدوي ولا تنتهي بالتصميم على الحاسوب. في التايبوغرافي أو صناعة الخطوط، استوحت صفاء حجيج شكل أحرف اللغة العربية التي رسمتها وأرقامها وحركاتها، من صورٍ فينيقية قديمة.
كذلك، رسمت وغيرها من الطلاب «طريق حياتهم»، كلّ حسب تجربته. فصفاء التي مرّت بمشاكل صعبةٍ، كما تقول، نسبت اللون الأسود إلى الحزن، ورسمته على الأرض وهي تدوسه وتتجه نحو حياةٍ أجمل نسبتها إلى اللون الأصفر.
أما الطالب طارق صبوح، فقد التفت إلى مسألة الإدمان، لكن من زاويةٍ مخالفة للمنظور العام.
سأل: «من قال إن الإدمان متعلّق فقط بموادٍ كيميائية؟». وسبب سؤاله هو حالة شخصية انطلق منها، إذ إنه مدمن على الأزياء، ولا يخفي ذلك أبداً.
الطالبة رهام إسماعيل تؤرّقها الهجرة، شأنها شأن طلاب كثر في لبنان. رسمت على خلفية مشروعها أرزة لبنانية، ممهورة بأختام «الفيزا».
كذلك، في اختصاص التعليب، قدّمت رهام مشروعاً متكاملاً لمطعم بيتزا، على شكل شريحة بيتزا كبيرة. على مستوى التكاليف، يشير طلاب كثر إلى أن مشاريعهم كانت مكلفة (100 دولار لكل مشروع في كل مقرّر) لكنهم رغم ذلك لا يبدون أسفاً.