بسام القنطارحينها قررت يزبك أن تؤلف كتاباً يجمع الأطباق التي يصنعها الناس في الأرياف. ووضعت لكتابها مهمة «إحياء المذاق اللبناني الأصيل بما يحمله من تعقيد وتنوع»، وأن يقدم وصفات متنوعة لطبق واحد، بحسب المنطقة التي ينتمي إليها.
يطمح الكتاب إلى أن يضم في وثيقة واحدة مجموعة من المأكولات التراثية من خلال الوصفات القديمة ومن خلال قصص الناس. تؤكد يزبك أنها واجهت نقصاً كبيراً في المصادر التي تتحدث عن الأطباق الريفية اللبنانية، الأمر الذي شجعها على توثيق كل ما رأته، بما فيها الأدوات المستخدمة في الطبخ وتقطير العرق وتخمير النبيذ وفي تحضير مختلف أنواع الأطباق والحلويات والخبز والأجبان والألبان والبرغل والكشك. هكذا تروي شيرين عن طريقة تحضير «البيض بالقاورما» فتصف المقادير لتحضير هذه المنقوشة الغنية بالدهون من خلال ما رأته في «فرن الصبايا» في عمشيت، حيث تتولى نساء من آل زغيب تحضير هذه العجينة ويشترطن أن يكون البيض المستخدم في المنقوشة «بلدياً» لا تدخله الأعلاف المختطلة بالهورمونات.
ومن عميشت إلى دير القمر حيث يُجمع العكوب البري من الطبيعة في الفترة الممتدة بين نيسان وحزيران.
ومن الشوف إلى عكار اختارت يزبك طبق «البوابنة» الذي يصنع من البرغل المطحون جيداً ويسمى محلياً «الصريصيرا»، وبعد أن يعجن ويقرّص توضع بداخله حشوة من البصل والرمان ويشوى على النار. جولة الكتاب تصل إلى بلدة القاع في الهرمل، حيث يصنع طبق الكعك بالجوز، الذي يسمى في مرجعيون «بخوت». وفي طريقها تعرج على طبق «الزوطا» الذي تصنعه نساء الهرمل من البرغل والحمص واللحم. ثم تنتقل يزبك إلى راشيا، وتحديداً إلى بلدة المحديثة حيث تروي عن صناعة «الزنغل» وهو طبق لبناني يسمى في البلدة «دحاريج بالحامض»، ومكوناته الرئيسية البرغل واللقطين والحمص وحامض الحصرم (عصير العنب قبل نضوجه).
كتاب يزبك الصادر باللغتين الإنكليزية والفرنسية، يطمح إلى أن يصبح متوافراً باللغة العربية، لكن إقبال الأجانب على شراء هذا النوع من الكتب دفع يزبك إلى الاستثمار الشخصي في هذا المشروع الذي بلغت كلفته 30 ألف دولار أميركي.