strong>منهال الأمينالبقعة التي اختارها حزب الله في روضة الشهيدين في الغبيري لتكون مثوى قائده العسكري، الشهيد عماد مغنية، أصبحت محجة رسمية وشعبية. وفي يوم الشهيد نظّم الحزب في الروضة عينها مراسم تكريمية بمشاركة رمزية لفرقة من التشريفات، وضع قائدها إكليلاً من الورد على ضريح مغنية بمشاركة والده فايز، والنائب بلال فرحات، ورئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا. «هذا اليوم أعز يوم على قلبي في الدنيا.. ولكن اعذرني لا أستطيع أن أتكلم». قالها أبو عماد مغنية، وانتحى جانباً يكفكف دمعة غلبته. على الضريح عينه افترشت سيدة سبعينية الأرض، قبّلت صورة صهرها، ومسحت بيدها الضريح، كأنها تتحسس حرارة صاحبه. ثم تكاثرت النساء، وبينهنّ أم عماد، التي رحبت بهن ترحيب المضيف بضيوفه. على مقربة، جلس شاب عشريني واضعاً يده على رأسه: «لا أعرف أحداً منهم، ولكنني أحضر بينهم لأشكو لهم همومي، لم يعد أحد في الخارج يسمعني، وإذا فعل فلا يكفيني». مقتنع أحمد بأن «الشهيد يسمع ولا يجيب، وفي أوقات خاصة قد يسمع ويجيب، وأتوق حقاً إلى حدوث هذا». فوجئ هو بالمراسم التي أعدها الحزب لمناسبة يوم الشهيد، فلا وقت محدداً عند أحمد لإنجاز هذه «الطقوس»، وهو غالباً ما يتردّد على الروضة، وأحياناً للمطالعة أو التأمّل «هرباً من التلوث الذي يشمل كل شيء قي الخارج، حتى النفوس». يرى أن «الناس تغيروا بعد حرب تموز، ساد الكذب والغش، ولم يعد الصفاء موجوداً إلّا هنا، تحت التراب». المراسم تكررت في جبانة الرادوف في الرويس، حيث يرقد العشرات من شهداء المقاومة، وفي أماكن أخرى.
وفي الجنوب (عساف بورحال) أحيا حزب الله يوم الشهيد، من خلال جولة قام بها النائب علي فياض، ومسؤولو الحزب في القطاع الشرقي على أماكن نفّذ فيها استشهاديو الحزب عمليات عسكرية ضد العدو الإسرائيلي. وأعلن فياض أن هناك ركيزتين لانتصار المقاومة: استعداد المجاهدين للاستشهاد وإرادة شعبنا في التضحية. وبعد جولة على الخردلي وكفركلا ومثلث الحمامص قبالة مستعمرة المطلّة ودبّين، أزاح الستار عن نصب تذكاري للشهيد يوسف محمد علاء الدين من سحمر في البقاع الغربي. وللمناسبة أقامت بلدية دبين احتفالاً تحدث فيه رئيس البلدية، حسن ضاهر، معتبراً أننا نطبّق منهجية القيم والمبادئ التي أرسى مبادئها سيد المقاومة.