حالات ــ جوانا عازار«كأنّ بلدة حالات أصبحت جزيرة في عرض البحر لا تصل إليها الكهرباء»، هكذا يصف المواطن ميشال كيروز الذي يسكن في منطقة ضهور حالات حال هذه المنطقة التي تعيش في ظلام رسمي بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها لمدة أسبوع. كيروز، الذي اعتصم وعدداً من أبناء المنطقة مساء أول من أمس على الطريق العامّ بسبب «انقطاع التيّار عن البلدة منذ مساء الجمعة الماضي»، يقول غاضباً إنه «لا يمكن أحداً أن يقبل معاناتنا ومعاناة أطفالنا لهذه المدة غير المفهومة والطويلة»، وخصوصاً أنّ المشكلة أصبحت مشكلتين «إذ إنّ المياه لم تعد تصل إلينا هي الأخرى، وهذا طبيعي لأنّها تصل إلى أسطح المنازل بفضل مولّدات الضخّ التي تعمل على الكهرباء كما يعلم الجميع» يتحدّث كيروز باسم المعتصمين، مشيراً إلى أنّ الاشتراكات في مولّدات الكهرباء الخاصة غير متوافرة في المنطقة، ومعدّداً الخسائر المترتبّة عن انقطاع الكهرباء في ما تخزنه البرادات من أطعمة ومأكولات في المنازل، إضافة بالطبع إلى مصائب اللحامين والسوبر ماركت التي رمت بآلاف الدولارات مخزونها من الألبان والأجبان واللحوم وغيرها».
«نعيش على الشمعة»، يقول معتصم آخر، مضيفاً: «حقّنا بالكهرباء مهدور، وإذا توافر للبعض مولّد للكهرباء فهو لا يكفي لإضاءة كلّ المنزل إذا كان صغيراً، أمّا إذا كان كبيراً فإنّ تشغيله مكلف في ظلّ ارتفاع سعر البنزين لتشغيله. وهذا ما يجبر المواطن على دفع فاتورتين للكهرباء في ظلّ وضع اقتصاديّ سيّئ». ويشير المواطن واسمه كميل البعيني إلى أنّ المشكلة كبيرة قائلاً: «اخترب بيتنا لا مَي ولا كهربا»، مضيفاً: «أصبحنا ندفع لنيل أيّ حقّ من حقوقنا كلفة مضاعفة».
وعود كثيرة حصل عليها الأهالي بعد مراجعاتهم شركة الكهرباء تمثّلت بحلّ نصفيّ يقوم على تزويدهم جزئياً بالكهرباء بعد ظهر الثلاثاء الماضي، لكن بقوة فولتية ضعيفة جدّاً كما

أصبح الأهالي يدفعون لنيل أيّ حقّ من حقوقهم كلفة مضاعفة
وصفوها، «هذا الحلّ غير مقبول، فالتيّار الكهربائيّ ضعيف جدّاً وهو لا يكفي لتشغيل البرادات والغسالات ومولّدات ضخّ المياه في المنازل»، يقولون بأسى، مشيرين إلى أنّ منطقتهم هي منطقة سكنيّة وصناعيّة وسياحيّة، وبالتالي لا يمكن أن تغرق بالعتمة ومفروض أن تصل الكهرباء إليها بالشكل المطلوب. وكان المواطنون قد أطلقوا إنذاراً عبر وسائل الإعلام صباح الثلاثاء بالاعتصام بعد ظهر اليوم عينه، ما جعل، حسب ما قالوا، بعض الأطراف (السياسية والبلدية) تحاول الضغط على المواطنين لعدم المشاركة بكثافة في الاعتصام. وهم يقولون: «الكهرباء التي أعطونا إياها بعد ظهر الثلاثاء ليست كهرباء».
وفي اتصّال لـ«الأخبار» مع شركة كهرباء جبيل، أشار مسؤول فيها إلى أنّ شركة كهرباء لبنان تقوم بأعمال صيانة في بعض المناطق ومنها حالات، وأنّ كهرباء جبيل أعطت الكهرباء لأهالي المنطقة على «قدر ما تستطيع القيام به».
وكان الأهالي قد ألغوا اعتصاماً كان من المقرّر تنفيذه على أوتوستراد حالات بقطع الطريق الرئيسيّة عليه بعد ظهر الأربعاء بعد تلقيهم وعداً من المدير العام لشركة كهرباء لبنان كمال حايك بالمعالجة السريعة للموضوع، لكنهم قالوا: «إذا اضطررنا فلن نخرج من الشارع قبل أن تصل الكهرباء إلى منطقتنا».