طرابلس ــ عبد الكافي الصمدعكس التحرك الاحتجاجي للجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي في الشمال أمس غضبهم من أوضاعهم، هكذا قطعوا الطريق أمام مقر المنطقة التربوية وسرايا طرابلس، في سابقة غير معهودة في تحركاتهم السابقة. ونبع هذا التحرك وفق مسؤول اللجنة فادي عبيد من أن «نتائج الامتحانات التي أجراها مجلس الخدمة المدنية لأساتذة الروضات لم تتعدّ نسبة النجاح فيها 17%، فضلاً عن معلومات غير مؤكدة تفيد بأن نتائج امتحانات الحلقتين الأولى والثانية ليست أفضل حالاً، فنسبة النجاح فيهما تتراوح بين 10 و20%، ما يعني أن أكثر من 75% من الأساتذة المتعاقدين سيُرمون في الشارع، وهي مجزرة ارتكبت بحقهم».
المعتصمون تجمّعوا أولاً أمام المنطقة التربوية، رافعين لافتات تتساءل «أين العدل بعد 17 سنة؟»، و«يا معلمة الروضات يا ستّ بهية أين الضمير؟»، ثم عمدوا إلى قطع الطريق أمامها نحو نصف ساعة، قبل أن يسيروا باتجاه سرايا طرابلس، حيث قطعوا الطريق في الاتجاهين لأكثر من ساعة ونصف مسبّبين أزمة سير خانقة، وحاولوا إحراق إطارات سيارات، لكن قوى الأمن الداخلي منعتهم، وكاد الأمر يتطور إلى إشكال بعدما وصف أحد العناصر المعلمين بـ«أولاد الشوارع»، فردت عليه إحدى المعتصمات: «الوزيرة خلّتنا نصير هيك»، ما دفع آمر سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي إلى التفاوض معهم، تم بعدها تأليف وفد منهم برئاسة عبيد التقى قائد منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي العميد خليفة الذي أجرى اتصالات أدت إلى رفع المحتجين اعتصامهم وفتح الطريق، بعدما أكدوا أنهم سيتوجهون اليوم للاعتصام أمام قصر قريطم والسرايا الحكومية، للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري شخصياً وشرح الموضوع له.
وفيما أكد عبيد لـ«الأخبار» أنه «لن نخرج من الشارع حتى تحقيق مطالبنا في التثبيت ولو على دفعات، ولن نوقف الإضراب المفتوح»، أشارت وهيبة السيد إلى أن «زعران الميليشيات معليش يدخلوهم في الدولة، لكننا كافحنا أكثر من 17 سنة لنرمى خارجها»، وقالت ندى صباغ «لسنا خرافاً لنذبح بهذا الشكل. ربّينا أجيالاً، فهل نكافأ هكذا؟»، فيما سألت ماري يوسف أنه «بعد رسوبي في امتحان الروضات أين سأذهب؟ سوكلين (للنفايات) لن تقبل بي للعمل عندها؟».
وكان المعتصمون قد أصدروا بياناً طالبوا فيه «بعدم التخلي عن الذين لم يوفّقوا في الامتحان والتعاقد معهم بصورة دائمة، ودمج الذين لم يوفّقوا في إدارات الدولة كما حصل سابقاً في وزارة الإعلام، تفادياً لوقوع كارثة اجتماعية».