محمد نزالذات ليلة من ليالي الصيف الماضي، قرّر روني وروي أن يتعاطيا المخدّرات في السهر. دخّنا بعضاً من حشيشة الكيف وزهرة “الماريجوانا”. ولمزيد من نشوة التخدير، تناولا حبوباً مهدّئة للأعصاب من نوع “ليكزوتنيل” بعيارات مرتفعة.
بزغ الفجر معلناً انتهاء ليلة “عامرة” بالمخدّرات. وأثناء مرور الشابّين في منطقة السوديكو ـــــ بيروت، أوقفتهما القوى الأمنية بعد الاشتباه فيهما. عُثر بحوزة روي (30 عاماً) على كمية مختلفة من المخدرات والحبوب التي تعاطاها. أما روني (28 عاماً)، فنفى علاقته بالمواد المضبوطة مع صديقه، ولكن بعد مواجهته بنتيجة التحليل المخبري المُجرى له، اعترف بتعاطيها، إضافةً إلى مادة الكوكايين.
أثناء التحقيق، أفاد روني بأن شخصاً يدعى جاد (لم يتوصل التحقيق إلى معرفته) أعطاه رقم هاتف يعود إلى شخص يُدعى أنطوان، باعتبار الأخير أحد مروّجي المخدّرات. وبالفعل، اتصل به والتقاه في منطقة مستديرة الصيّاد. هناك، طلب روني تزويده بمادة الكوكايين، فردّ أنطوان بالموافقة، ولكن مقابل مبلغ 200 دولار أميركي. أخذ المال وغاب وقتاً قصيراً قبل أن يعود ومعه المخدّرات. تعاطيا الكوكايين معاً في غرفة روني الكائنة في أحد الفنادق.
دخّنا حشيشة الكيف ولمزيد من نشوة التخدير تناولا “ليكزوتنيل”
وبنتيجة التحقيقات، تبيّن أن أنطوان (31 عاماً) موقوف لدى النيابة العامة، في نظارة مكتب مكافحة المخدرات، للتحقيق معه في جرم الترويج والتعاطي. أدلى بدايةً بإفادة مطابقة لإفادة روني، مضيفاً إنه استحصل على المخدّرات من شخص يدعى فوّاز، بعدما دفع له مبلغ الـ 200 دولار.
تبيّن للقوى الأمنية أنه توجد بحق المدعو فوّاز (53 عاماً) 40 أسبقية اتجار وترويج مخدرات، منذ عام 1985 حتى عام 2008.
في مرحلة لاحقة من التحقيق، كرّر كل من روني وروي أقوالهما الواردة في التحقيق الأوّلي، أما أنطوان، فتراجع عن إفادته الأولية، لأنها “انتُزعت منه تحت الضغط”. بيد أن المحكمة ذكرت في نص وقائع حكمها، أن الأخير عاد واعترف بقبضه مبلغ 200 دولار من روني للاستحصال على الكوكايين “بهدف التعاطي”، نافياً أن يكون تاجر مخدّرات.
في القانون، تأيّدت للمحكمة الوقائع المذكورة، بالأدلّة التالية: بالتحقيقات الأوّلية والاستنطاقية، بالاعترافات، بمدلول أقوال أنطوان لجهة الترويج، بتواري فوّاز عن الأنظار وأسبقيّاته.
وبناءً على ما ورد، حكمت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي حاتم ماضي، وعضوية المستشارين كارول غنطوس وهاني الحبّال، بتجريم أنطوان بالجناية المنصوص عليها في المادة 126 من قانون المخدّرات، أي بالسجن لمدة 5 سنوات، إضافةً إلى غرامة مالية قدرها 10 ملايين ليرة لبنانية، وذلك بعد منحه الأسباب التخفيفيّة التقديرية.
أما فوّاز، فحُكم عليه غيابياً بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، إضافةً إلى تغريمه مبلغ 50 مليون ليرة.
أخيراً، أدانت المحكمة كلاً من روني وروي بجنحة المادة 127 مخدرات، أي بحبس كلّ منهما مدة 3 أشهر مع غرامة مبلغ مليوني ليرة لبنانية، وخفضها فقط بحق روني، أي الاكتفاء بمدة توقيفه الإداري مع الغرامة، وذلك لأنه حضر الجلسة الختامية للمحكمة، فيما تغيّب روي عنها.