برج البراجنة ــ قاسم س. قاسم«شبعنا حكي ووعود، بدنا تنفيذ»، يصرخ أحد المشاركين في الاجتماع الذي عقدته اللجان الشعبية في مخيم برج البراجنة مع أهالي منطقة جورة التراشحة مساء الثلاثاء في رابطة ترشيحا. الاجتماع ليس الأول من نوعه، فاللجان الشعبية اعتادت بعد كل لقاء مع ممثلي الأونروا أن تجتمع مع الأهالي لوضعهم في «جو يلي حكيناه وناقشناه»، يقول أمين سر اللجنة الشعبية منظمة التحرير حسني أبو طاقة. بالقرب منه يجلس عضو اللجنة الشعبية تحالف القوى أبو رياض، يشرح الرجلان ما دار في الاجتماع الذي جمعهم ومدير المنطقة الوسطى في الأونروا محمد خالد الذي «أعلن أن مشروع إعادة تأهيل البنى التحتية للمخيم سيبدأ بعد العيد مباشرةً». هذه التطمينات من الأونروا و«الارتياح الذي نشعر به للمرة الأولى كلجان شعبية»، كما يقول أبو طاقة لم يكونا كافيين للأهالي. «وعدونا من 3 سنين بالمشروع، وكل سنة بيكذبوا علينا، شو بأكدلكم هادا الوعد صادق؟»، يسأل أبو جهاد. يجيب أبو طاقة بأن «الأونروا أبلغتنا أن المفوضية الأوروبية وافقت على تحويل المال الباقي للمشروع، وأن التأخير كان بسبب الأزمة المالية العالمية، والمقاول سيكون له مكتب في المخيم لمتابعة المشروع عن كثب». يعلّق آخر بسخرية: «إذا ما صدقوش معنا هادي المرّة، بكونوا صارو مكذبين علينا 4 سنين بدل تلاتي، مش فارقة». لكن، برغم الارتياح الذي أبداه مسؤولو اللجان الشعبية إلا أن الحذر لا يزال سيد موقف أبناء المنطقة، وخصوصاً لجهة التخوف من أن «يكون الشغل هات ايدك والحقني». هكذا، وبعدما وضع ممثلو اللجان الشعبية الأهالي في جو الاجتماع مع الأونروا، وبعدما أصبح المشروع قاب قوسين من الانطلاق، جاء اللقاء لشرح الخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة أي مشاكل قد تطرأ عند بدء الحفر. يقول أبو رياض إنه «طالما في حفر بدو يصير بعض الاشكالات يلي بدنا نتعاون عليها، يعني إذا دكانة تسكرت لفترة بدنا نتحمل». المخاوف التي أبدتها اللجان الشعبية لم تكن عبثية أو من فراغ. فهم عاينوا ما جرى في مخيم شاتيلا من مشاكل واجهها المتعهد والمقاول مع أبناء المخيم حين هجم البعض عليهم. «يجب أن يكون المشروع نموذجياً لباقي المخيمات، وسنؤلّف لجاناً لمتابعة سير المشروع»، يقول أبو طاقة. إذاً، قررت اللجان الشعبية في المخيم، تفادياً للإشكالات التي قد يواجهها أبناء المنطقة أو المقاول على حد سواء، العمل على تأليف لجنة تضم وجهاء المخيم، مهندسين، وعناصر تابعة للقوى الأمنية في المخيم لمتابعة المشروع. أما الأونروا فهي متيقنة من بدء المشروع في «أول شهر 12، وأنا كنت قايل لو بعز كوانين رح نشتغل، وإسا ح نشتغل بشهر 12»، كما يقول خالد في اتصال مع «الأخبار». يشرح الرجل كيف أن المدير العام للأونروا سلفاتوري لومباردو تابع مع رئيس المفوضية الأوروبية في بيروت باتريك لوران لإقرار ميزانية المشروع. ويضيف أن «الأسبوع المقبل سنجتمع مع بلدية برج البراجنة لشرح تفاصيل المشروع، ومش باقي غير الأوراق الإدارية ومنبلش».


المخطط التوجيهي

يمكن أبناء جورة التراشحة أن يستبشروا خيراً بقرب بدء إعادة تأهيل البنى التحتية لمخيمهم. فالأونروا وضعت المخطط التوجيهي الذي قسم المخيم إلى 5 قطاعات، وجورة التراشحة هي نقطة انطلاق المشروع باعتبارها منطقة منكوبة. أما التكلفة فقد وصلت إلى 4 ملايين وأربعمئة ألف دولار ومدته الزمنية 730 يوماً. كما سيجري بالإضافة لمد أنابيب للصرف الصحي ومياه الشفة، حفر بئر ارتوازية في منطقة صامد غرب المخيم وبناء حاووز ماء ليجري توزيعها على المخيم. وبالنسبة إلى الخوف من التصدعات التي قد تطال البيوت، يقول خالد إن «المقاول أمّن على المشروع لأن هذه شروط الأونروا للقبول بتسليم المشروع».