البارد ــ عبد الكافي الصمديخيم انتظار ثقيل على أهالي مخيم نهر البارد ونازحيه. انتظار مشوب بقلق يرونه مشروعاً مخافة أن تبقى قضية إعادة إعمار مخيمهم تدور في حلقة مفرغة، وإن أبقوا على بصيص أمل في أن تسفر الاجتماعات والاتصالات التي تجري بين الأطراف المعنية، عن إيجاد مخرج لأزمة آثار مدينة أرتوزيا الرومانية التي اكتشفت تحت أنقاضه، والتوافق على صيغة تضمن الحفاظ على هذه الآثار من جهة، وإعمار المخيم من جهة أخرى.
ومع أن الاجتماع الأخير الذي عقدته وكالة الأونروا مع ممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية بهذا الخصوص، شهد تأكيد المدير العام للوكالة في لبنان سلفاتوري لومباردو على «التزامنا بإعادة إعمار المخيم» وبإطلاع وحدة الشمال في الأونروا أهالي المخيم دورياً على آخر المستجدات، إلا أن ذلك لم يشف غليل النازحين الذين أصبحوا يعيشون هاجس أن تكون «وعود إعمار مخيمنا شبيهة بوعود عودتنا إلى فلسطين»، على حد قول «أبو خالد الحاج»، النازح المقيم في مخيم البداوي مع أفراد عائلته.
هذا الانطباع الذي يكاد يكون مشتركاً بين أغلب أهالي المخيم، من المقيمين في الجزء الجديد أو النازحين الذين ما زالوا يقيمون خارجه، تكوّن في أعقاب ما نقل إليهم من «أجواء غير مريحة» عبّر عنها لومباردو بعد لقائه ممثلي الفصائل واللجان خلال زيارته المخيم الأسبوع الماضي.
بدأ الأهالي بمعالجة نتائج تسرب الأمطار إلى بيوتهم
لكن رغم الانطباع السلبي، فقد أبدى ممثل الحزب الشيوعي الفلسطيني، عيسى حمدان، لـ«الأخبار» تفاؤله بـ«ظهور بوادر إيجابية في الأيام القليلة المقبلة، بعد أن تنتهي مديرية الآثار من مسحها الجيوفيزيائي لمنطقة الآثار، وصدور القرار النهائي لمجلس شورى الدولة، إضافة إلى قرب تأليف الحكومة اللبنانية لمعرفة ما سيتضمنه بيانها الوزاري من تجديد التزامها بإعمار المخيم».
في موازاة ذلك، دعا مسؤول الشمال في حركة فتح رفعت شناعة الحكومة اللبنانية إلى «تخفيف الإجراءات عن أهالي المخيم الذين فجعوا ونكبوا في أموالهم وأرزاقهم دون ذنب ارتكبوه»، مؤكداً أن الحركة «تثق بالمواقف التي أعلن عنها المسؤولون اللبنانيون، لكن ما يجري على الأرض يثير المخاوف بشأن مستقبل الإعمار في المخيم».
من جهة أخرى، بدأ الأهالي المقيمون في بيوت الإيواء المؤقت في الجزء الجديد من المخيم، في معالجة تداعيات تسرب مياه الأمطار التي هطلت الأسبوع الماضي إلى منازلهم، وإلى طرق المخيم الداخلية والترابية التي تحولت إلى برك من الوحل، ما استدعى قيامهم بالتعاون مع مسؤولي قسم الهندسة في الأونروا بإصلاح ما أمكن من مساكن متضررة، وصيانتها لمواجهة العواصف والأمطار المحتملة في الأيام المقبلة.