أحمد ضياءهل تعلم أنه حين تشعل السيجار عليك ألا تدع النار تصل إلى طرف اللفافة؟ هل تعلم أن النادل حين يقدّم النبيذ الأحمر، عليه أن يحمل الزجاجة مائلة إليه بحيث تكون ماركة الزجاجة وتاريخ صنعها ظاهرَين للزبون؟ هذا، إذا كان يقدّمها على الطريقة الفرنسية. أما إذا كان يقدِّمها على الطريقة السويسرية فعليه أنّ يحملها مائلة للناحية الأخرى كي يتمكّن هو من رؤية الماركة والتاريخ. هذه بعض التفاصيل التي يتعلّمها طلاب صف «النبيذ والسيجار» في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU.
يسلّط هذا الصف الضوء على طريقة تحضير النبيذ من مراحلها الأولى. هكذا يتعلّم الطلاب أن هذا المشروب يصنع من العنب الأحمر، الرديء. وقد يُخلط في كثير من الأحيان بالتوت الأحمر. أما النبيذ الأبيض فيُصنع من العنب الأبيض ولا يعتّق كثيراً ويُشرب بارداً مع الثلج. كما يتعلّم الطلاب طريقة تخزينه في براميل معتمة لا يدخلها الضوء كي لا تفسد. أما المرحلة الأخيرة بعد التخزين فهي تقديم النبيذ، التي تختلف حسب النوع. فالأحمر يقدّم مائلاً بالطريقة المذكورة أعلاه. فيما يقدّم الأبيض في إناء من الثلج يحيط بالقنينة.
يتابع الطلاب المتدينون الصفوف للتعرف إلى ثقافة النبيذ
هكذا يدخل هذا الصفّ في تفاصيل صناعة النبيذ مروراً ببروتوكلات تقديمه: كيف تفتح الفلينة من دون أن تحدث صوتاً، وكيف يضع النادل يده اليسرى وراء ظهره وكيف يصب النبيذ إن كان أحمرَ على يمين الزبون. أما النبيذ الوردي أو الـ«روزيه» فهو خليط من الأحمر والأبيض، ويقدم كيفما كان. واللافت أنّه ليس إلزامياً على الطلاب تذوّق النبيذ احتراماً للخصوصيات الدينية لبعضهم.
النبيذ إذاً، يمثّل المحور الأوّل من المادة. أما المحور الثاني فهو السيجار. هنا أيضاً يتعرّف الطلاب على طريقة تحضيره وصناعته ولفّه يدوياً، إضافة إلى أحجامه ونكهاته المختلفة. وكما مع النبيذ، للسيجار طريقة خاصة لتدخينه، إذ يجب قص طرفه ثم إشعاله بتقريب النار منه ولفه دائرة كاملة من دون أن تمس النار طرفه. كما يوضح الصفّ أن العادة المتبعة عند كثيرين بإعادة إشعاله بعدما ينطفئ، هي عادة مضرّة بالصحة. ولا يخلو الصف من روايات طريفة عن السيجار، وأبرزها مثل قصة رشيد الصلح الذي كان يحب أن يحمل سيجارة غير مشتعلة، وحين سئل لماذا لا يشعلها أجاب أنه لا يريد تدخينها لكنه فقط يحب الإمساك بها.
رائد الشريف، الذي يتابع صفوف مادة «السيجار والنبيذ» يقول إنّ طلاب المدرسة الفندقية في الجامعة، أي كلية «الضيافة والإدارة»، يتسجّلون في هذه المادة بهدف رفع مجموع علاماتهم، بما أن المادة سهلة وممتعة وطريفة في آن. أما القسم الآخر من الطلاب، فهم هؤلاء الوافدون من بيئة اجتماعية ودينية ترفض الكحول، وبالتالي يدرسون المادة للتعرّف إلى «ثقافة النبيذ». دون أن يؤثّر ذلك عليهم أو يؤنبهم ضميرهم، أقلّه هذه هي الحال بالنسبة لرائد.