واللافت أنّ شباب النبطية وفتياتها ليسوا تحديداً من روّاد السوق، التي تكتظّ بالوافدين من المناطق المجاورة، الذين نادراً ما يغادرون قراهم، وبالتالي، فإنّ السوق هي فرصتهم شبه الوحيدة للتعرّف إلى فتاة الأحلام. فيما يبحث شباب النبطية عن هذه الفتاة في بيروت.
تستمر الاستعدادات لهذا اليوم أسبوعاً كاملاً، حيث تعدّ الفتيات أنفسهن وكأن يوم الاثنين يوم عرض للأزياء.
المغتربون أيضاً يبحثون عن عروس
أما الشباب، فحدّث ولا حرج، حذاء «علي بابا» هو الرائج والـ«كول» حالياً، الأمر نفسه ينطبق على الملابس. و لا ننسى طبعاً النظّارات الشمسية التي تخفي نظرات الإعجاب و... الشهوة وغيرها من المشاعر المكبوتة عند هؤلاء الشباب. من جهتها، تتحوّل المطاعم والأفران إلى الملجأ الوحيد لهؤلاء. وتطول جلسات اللقاء والتعارف مع منقوشة وكوب عصير.
غير أنّ للسوق فائدة أخرى يتحدّث عنها أحمد حرب «في ناس ما شايفُن من سنين بتجمعنا الصدفة فيهن يوم الاثنين، لهيك بحب إنزل عالسوق». أما شقيقته فاطمة، فـ«لا أحب السوق وعجقته لو شو ما كانت المغريات». مريم دقماق تجد في سوق الاثنين عدداً من المشاهد المضحكة، وخصوصاً عند الشباب «بِتفَكِرُن رايحين عسهرة أو عكرنفال، بتلاقي مناظر كتير مضحكة».
من جهته، يرى حسن في هذا اليوم فسحة للتسلية والترفيه غير موجودة في الثانوية، لذا يحاول الهروب من المدرسة في هذا اليوم ليجلس في أحد الأفران.
والجدير ذكره أن البحث عن العروس، لا يقتصر على سكان المنطقة، بل على المغتربين أيضاً. «المطلوب قطّة مغمضة وما بتعرف شي» لعلّ هذه العبارة هي الأكثر تعبيراً عمّا يبحث عنه المغتربون في زواريب السوق. وبالفعل فإن طلبهم قد يُلبّى هناك، وخصوصاً أن حالات كثيرة من الزواج قد جرت قبل ذلك.