Strong>تكثر المخاوف من حوادث السير بعد سهرة رأس السنة. كي لا يحمل العام الجديد أحزاناً، رُفعت جهوزية قوى الأمن عشية العيد، وتكثّفت الدوريات على الطرقات، ووزع ناشطون البيانات وأُطلقت حملات إعلامية للتوعية على القيادة الآمنةقلّة خلدوا إلى النوم باكراً أمس. إنها ليلة السهر بامتياز، بيروت والمناطق في عيد، الكل تأهب من أجل لحظة استثنائية تنقل الساهرين (والنائمين) من عام إلى آخر.
لكن سهرة رأس السنة تحمل معها، في كل عام، مخاطر، تنتج عن شروط السهر والانبساط. يختار البعض قضاء هذه الليلة في شاليهات في مناطق جبلية، أو في نوادٍ بعيدة جداً عن بيوتهم، يجري تناول الكحول بلا ضوابط، رقص وغناء حتى ساعات الفجر الأولى، ثم تنطلق سيارات العودة إلى البيت... في هذه المحطة، تكثر المخاوف بشأن إمكان وقوع حوادث.
الخوف من فقدان القدرة على السيطرة على السيارة أو التركيز على الطرقات، أو فقدان القدرة على الهروب من سيارة شردت عن مسارها، وذلك كلّه بفعل الكحول أو التعب والنعاس.
كيف السبيل إلى تجنّب الحوادث، أو غالبيتها؟ في ليلة كهذه تناط بالقوى الأمنية المسؤولية الأكبر للتشدّد ضد مخالفي قوانين السير.
مسؤول أمني أكد لـ«الأخبار» أنه رُفعت الجهوزية إلى حدها الأقصى في قوى الأمن الداخلي، كل رجالها هذه الليلة في عمل، وذلك ابتداءً من الساعة الخامسة بعد ظهر أمس تقريباً حتى ظهر اليوم.
«على الأرض» أو ميدانياً وُجدت دوريات الدرك، ورجال شرطة بيروت، والقوى السيارة ـــــ الخيّالة والمصفحات ـــــ ودوريات الشرطة القضائية والشرطة السياحية ودوريات المعلومات، إضافةً بالطبع إلى الدوريات الاعتيادية. ويمكن القول إنه جرى التخطيط والعمل لوجود كثيف لهذه الدوريات ولرجال الأمن أمام دور العبادة وعند تقاطعات الطرقات، وأمام أماكن السهر والكازينو.
ترتيبات «السلامة» لهذه الليلة قضت بإطلاق العمل بها إثر جولة يقوم بها، من الساعة الخامسة (مساء أمس)، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، من ثكنة الحلو في بيروت انتهاءً عند كازينو لبنان.
ذكّر المسؤول الأمني أن غرف العمليات في قوى الأمن ستعمل طيلة الليل، وتكون على استعداد لأيّ حادث أو طارئ، كما لفت إلى أنه سيجري التشدّد في تطبيق قوانين السير، وفي فحص نسبة الكحول التي تناولها السائقون، حيث يُمنع مَنْ تناول نسبة مرتفعة من قيادة سيارة أو آلية أخرى. وسيجري التشدد أيضاً في مراقبة التزام السائقين بسرعة محدّدة، والتزام الركاب بوضع حزام الأمان، وما إلى ذلك من قواعد وقوانين توفّر حداً كبيراً من السلامة على الطرقات.
كامل إبراهيم من الـ«يازا»، قال إن الجمعية ركّزت نشاطاتها على حملات التوعية الإعلامية، وأطلقت بياناً أخيراً ضمّنته إرشادات لتلافي حوادث السير ليلة رأس السنة، ومنها عدم إفراط سائقي المركبات في تناول الكحول، و«ضرورة استعمال حزام الأمان في جميع المقاعد دون استثناء»، وضع الأطفال، دون الثامنة من العمر، في كرسيّ الأمان، و«يجب الانتباه من أخطار التعب الشديد»، ودعت الجمعية الأهالي إلى توعية أولادهم ـــــ الذين تراوح أعمارهم بين 16 عاماً و27 ـــــ إلى الأخطار التي قد يتعرضون لها أثناء القيادة.
إضافةً إلى التركيز على وسائل الإعلام لتؤدّي دور التوعية في هذه الليلة، ودعوة المواطنين إلى تطبيق إرشادات رجال قوى الأمن، لفت إبراهيم إلى الدور الذي يمكن أن تؤدّيه «الصبايا»، وهنّ عادةً أكثر هدوءاً من الشبان، إذ يمكن أيّ صبية أن تنبّه رفيقها أو صديقها إلى عدم القيادة، إذا شعرت بأنه تناول الكثير من الكحول أو يشعر بالتعب، فالقيادة السيئة قد تودي بحياة صاحبها وبضحايا آخرين لا ذنب لهم في الحادث.
(الأخبار)


حوادث السير أخطر من الحوادث الأمنيةكامل إبراهيم من «اليازا» لفت إلى أن هذا العدد يبيّن ارتفاعاً في عدد حوادث السير وضحاياها مقارنةً بما شهده الشهر نفسه من عام 2008، وهذا الارتفاع بلغ 25 في المئة.
أخيراً، بيّنت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية في شهر حزيران الماضي، أن حوادث السير تقتل أكثر من 1.2 مليون شخص في العالم سنوياً.