رضوان مرتضىيقف شاب على مفترق الطريق، مراقباً حركة المرور. يترصد وصول الدوريات الأمنية أو على الأقل مرورها. المسؤولية الموكلة إليه، تحتّم عليه إعطاء إشارة الهرب للزملاء السالبين عند الاستشعار بالخطر. يبتعدون هم عن الشخص المنوي سلبه، بينما يضمن هو «دوره» في عملية سلب جديدة.
الطريقة المتّبعة أعلاه تعتمدها عصابة ماهر ح. لسلب المارة، أفرادها ينشطون للقيام بأعمال السلب في محلة صبرا.
تلقت فصيلة بئر حسن اتصالاً من شخص، لم يصرّح عن اسمه، أعلمهم بوجود شخص قرب أحد المحال في صبرا، لافتاً إلى أنه متورّط في العديد من عمليات السلب، وأنه أحد أفراد عصابة ماهر ح. انتقلت دورية من الفصيلة إلى المكان، عثروا على الشخص المقصود، فتبين أن اسمه صبري ع، اقتيد إلى مركز الفصيلة، ولدى تفتيشه عُثر بحوزته على هوية باسم محمد علي العبد الله، وعلى بطاقة عودة صادرة عن الأمن العام اللبناني، وقسيمة عودة سورية وسكين «ست طقّات»، وحبوب بيضاء من نوع «بنزكسول».
بدأ التحقيق الأولي مع صبري ع. فأفاد بأنه على معرفة بماهر ح. واعترف بأنه اشترك معه ومع شقيقه سمير ح. في عمليتي سلب للمارة. لكنه لفت إلى أنّ إحدى العمليتين فشلت.
صبري ذكر أنه كان يقف، كعادته، على مفترق الطريق ليراقب أية دورية أمنية قادمة. لمح اقتراب إحدى الدوريات، فأعطى إشارة بالهرب، في هذه الأثناء كان زميلاه يهمّان في سلب أحد المارة.
يحمل قنبلة يدوية وينتحل صفة عنصر في الاستخبارات السورية
صبري شارك في عملية ثانية، حيث سُلب رجل (سوري الجنسية) مبلغ خمسة وسبعين ألف ليرة لبنانية. لكن صبري لفت إلى أن شخصاً لا يعرفه فرض على ماهر ح. إعادة المبلغ إلى صاحبه، وأضاف أن ماهر وسمير اشتركا في سلب أشخاص آخرين دون أن يشترك معهما. كما أفاد بأن بطاقة الهوية، التي وجدت بحوزته، كان قد وجدها على الطريق لكنه خاف أن يسلّمها للأمن العام.
اعترف صبري ع. أمام مفرزة الضاحية القضائية، بالاشتراك مع ماهر وسمير بسلب المارة، لا سيّما العمّال السوريين منهم، وذلك بعد تهديدهم. وأشار صبري إلى أن كلاً من شريكيه يحمل سكيناً من نوع «ست طقّات». لافتاً إلى أن ماهر يحمل قنبلة يدوية وينتحل صفة «عنصر في الاستخبارات السورية».
أمام المحكمة، تراجع صبري عن أقواله الأولية، متذرعاً بأنها انتُزعت منه بالإكراه، فأنكر كل ما أُسند إليه مشيراً إلى أنه يعمل في صبرا على عربة خردة تعود للمدعو وليد ش. وقد طلب منه الأخير زج ماهر وسمير في السجن لوجود خلافات بينه وبين ماهر ح. كما ذكر صبري أن وليد المذكور أعطاه مبلغ 750 دولاراً ووعده بأنه سيُخرجه من السجن خلال شهر.
من جهته، نفى ماهر ح. أية علاقة له بعمليات السلب المنسوبة إليه، كما نفى معرفته بصبري ع. ولفت إلى أن أشخاصاً حرّضوا المدّعين للادعاء عليه، متحدثاً عن خلافات بينه وبين وليد ش. كونه تزوّج من ابنته دون رضاه.
قررت محكمة الجنايات، برئاسة القاضي عبد الرحيم حمود وعضوية المستشارين راجي هاشم ورانيا بشارة، إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة غيابياً بحق المتّهمين صبري ع. وماهر ح. وسمير ح.