نقولا أبو رجيليليل أول من أمس، شهدت شوارع محلة المعلقة شمال مدينة زحلة، توتراً أمنياً إثر خلاف وقع بين شبان مناصرين لحزبي القوات اللبنانية والكتائب من جهة، وآخرين من أنصار حركة أمل وحزب الله من جهة ثانية.
لماذا وقع التوتر؟ أبناء المنقطة قالوا إن سببه خلاف على تعليق أعلام وشعارات حزبية على «أسطح دور العبادة والأبنية السكنية المتداخلة»، وقال مسؤول أمني لــ«الأخبار»، إن إشكالاً «وقع بين عبد الله أ. ز. من حزب الله، وجورج م. من القوات اللبنانية»، وأضاف أن عبد الله «رفع علم حزب الله فوق صورة للسيدة العذراء مثبتة على حائط مبنى يقع قرب منزل جورج، رداً على رفع أنصار من حزب الكتائب والقوات اللبنانية في وقت سابق، أعلاماً حزبية على مقربة من حسينية الحي». تطور الخلاف بين عبد الله وجورج إلى تضارب بالأيدي والعصي تخلله تبادل للشتائم طالت الرموز الدينية لكلا الطرفين، وتكسير سيارة جورج الذي أصيب بجروح ورضوض في أنحاء جسمه.
تبع الخلاف انتشار مسلح لأنصار الفريقين، لكن وحدات مؤللة من الجيش اللبناني والقوى الأمنية تدخلت وعملت على توقيف عدد من الأشخاص لضبط الوضع وملاحقة مسلحين في شوارع الأحياء الداخلية.
شهدت المنطقة حركة مكثفة من الاتصالات بين مختلف الجهات الحزبية، وكان الهدف منها العمل على تطويق ذيول الحادثة، وقد تعاونت شخصيات حزبية مع الأجهزة الأمنية والعسكرية لتسليم مفتعلي الحادثة والعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها. يُذكر أن دوريات الجيش اللبناني والقوى الأمنية كانت لا تزال أمس تجول في شوارع المنطقة ومحيطها.
أخيراً، يُشار إلى أن سكان محلة المعلقة في زحلة، أو ما يسمى بــ«المعلقة الشمالية» ينتمون في القسم الأكبر منهم إلى مختلف الطوائف المسيحية، ونسبة قليلة سكان هذه المحلة هم من أبناء الطائفة الشيعية.
كانت محلة «المعلقة الشمالية» قد شهدت في أوقات مختلفة، خلال السنوات الأربع الماضية، بعض الإشكالات الفردية بين بعض الشبّان المنتمين إلى أحزاب وتيارات سياسية من الموالاة والمعارضة، ولكنها لم تكن تتعدى تبادل الشتائم والمناكفات. عولجت تلك الإشكالات من خلال تدخلات ومساعي الأهالي وبالتعاون مع القوى الأمنية ومسؤولي الجهات الحزبيّة.