المشهد الأمني ليلة رأس السنة الأخيرة سجل تقدماً ملحوظاً مقارنة بسجلات سهرات السنوات السابقة، ولكن ذلك لا يعني عدم حصول أيّ حوادث، فسُجّلت حوادث صدم وإطلاق نار وغيرها مما أدى إلى وقوع ضحايا
محمد نزال
بشّرت القوى الأمنية اللبنانيين بسنة جديدة تحمل المزيد من الأمن لهم. وفي تأكيد لهذه البشرى، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنه لم تسقط أيّة ضحية خلال سهرة رأس السنة، ابتداءً من الساعة الـ9 ليلاً حتى صباح اليوم الأول من عام 2010. هذا التغنّي لم يكن ليصحّ لو أن طلقة واحدة استقرت في رأس أحد المواطنين الخمسة الذين تعرضوا للإصابة في أماكن خطرة من الجسم، برصاص «الابتهاج أثناء سهرة رأس السنة» في سن الفيل، ما استدعى نقل بعضهم إلى أقسام العناية الفائقة في المستشفيات، بحسب ما أوردت تقارير أمنية، وأحد هؤلاء المصابين طفل يبلغ من العمر 13 عاماً.
أما فيما يخص حوادث السير، فقد أعلنت القوى الأمنية وقوع 4 حوادث في تلك الليلة، أدّت إلى إصابة 8 مواطنين. هذا الإعلان لا يأخذ في الاعتبار ما ورد في تقارير أمنية عن حادث صدم وقع في منطقة بعلشميه، حيث توفي المواطن أيمن الصايغ (29 عاماً) بعدما صدمته سيارة بقيادة جوزف.ع. كذلك توفيت المواطنة شهيرة المصري (57 عاماً) نتيجة تعرضها لحادث صدم في منطقة بريتال ـــــ البقاع، من قبل سيارة بقيادة علي ع،.
جردة للمشهد الأمني منذ ليلة رأس السنة حتى يوم أمس، أظهرت نسبة مرتفعة للحوادث الأمنية، وتحديداً ذات الطابع الجنائي منها. 28 حادث إطلاق نار، أدّت إلى إصابة 9 مواطنين بجروح مختلفة. 13 سيارة سُرقت، في مقابل 9 سيارات عُثر عليها. سُجلت 12 عملية سرقة لمنازل ومحال تجارية، و8 عمليات سلب، 4 منها بقوة السلاح، كذلك سُجلت 6 عمليات نشل لحقائب كتف وهواتف خلوية. رُميت 4 قنابل صوتية في مناطق مختلفة، ووقعت 14 حادث صدم، أدّت إلى وفاة 3 مواطنين، كذلك وقعت 7 حوادث تضارب بالأيدي. وأخيراً، أوقفت القوى الأمنية 27 شخصاً بجرائم مختلفة، منها سرقة سيارات ومخدرات وتزوير.
من الحوادث التي حصلت ليلة رأس السنة، اغتصاب فتاة (رومانية الجنسية ـــــ تعمل مضيفة في شركة طيران خليجية) من قبل شخص ادّعى أن اسمه جاد، وذلك بعدما تعرف إليها وإلى صديقها أحمد ن. في ملهى ليلي ـــــ وسط بيروت. طلب منهما مرافقته إلى ملهى آخر لمتابعة السهر فيه، فتوجه بهما إلى منطقة جسر الواطي. طلب من أحمد النزول من السيارة قليلاً لقضاء حاجة، ثم فرّ مسرعاً ومعه الفتاة. اغتصبها في موقف سيارات، ثم نقلها إلى منطقة المدينة الرياضية حيث أنزلها. لم تشأ الفتاة الادّعاء أمام القوى الأمنية. وبنتيجة التحريات، تمكنت القوى الأمنية لاحقاً من توقيف الشاب الذي اعتدى عليها.
لم تتمكن القوى الأمنية من إحصاء جميع حوادث إطلاق النار «ابتهاجاً»
في سياق عرض حوادث ليلة «رأس السنة»، لم تتمكن القوى الأمنية من إحصاء جميع حوادث إطلاق النار «ابتهاجاً»، فاكتفت بذكر «أن العديد منها حصل على مختلف الأراضي اللبنانية». أحد الفرحين بحلول السنة الجديدة في منطقة التبانة ـــــ طرابلس، أطلق النار من سلاح حربي رشاش في الهواء، فأصاب الأسلاك الكهربائية العائدة للشبكة العامة، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. هكذا، على نفسه جنى أبو غدير (مطلق النار)، فقضى الليلة دون كهرباء، ومعه أهالي المنطقة. يتفاءل الكثيرون بالخير عادة مع مطلع كل عام. لكن خالد (28 عاماً) لم يكن كذلك. توفي بعد أن سقط مقابل صخرة الروشة في مياه البحر. انتشلت فرق الدفاع المدني الجثة، ونقلت إلى أحد المستشفيات في بيروت. أيضاً، «رمى نديم نفسه من الطابق الثامن»، بحسب ما ذكرت تقارير أمنية، فتوفي الشاب (27 عاماً) على الفور، وذلك في منطقة الجديدة ـــــ شرقي بيروت. وأفادت شقيقته أنه كان يعاني من أمراض نفسية.
كما في كل مناسبات الأعياد، يتوافد السياح إلى لبنان لقضاء إجازاتهم، ولكن كان لافتاً توقيف عدد من الأجانب في المطار أثناء عودتهم إلى بلادهم، بعد قضائهم سهرة رأس السنة في لبنان، وذلك بعد العثور معهم على كميات من المخدرات. من هؤلاء، المواطن السعودي مهند (20 عاماً)، الذي عثرت القوى الأمنية في حوزته على كمية من حشيشة الكيف.
لم تمر بداية العام من دون جريمة قتل. ففي منطقة المسعودية ـــــ حلبا، أطلق يوسف ع. النار من سلاح حربي رشاش على شقيقته ربيعة (22 عاماً)، بسبب «تركها منزل ذويها بقصد الزواج دون موافقتهم»، بحسب ما ذكرت تقارير أمنية. سلّم مطلق النار نفسه والسلاح المستعمل إلى القوى الأمنية، وبوشر التحقيق معه.
أخيراً، في مقارنة ليلة رأس السنة هذا العام، مع العام الماضي، يمكن القول إن نسبة الحوادث الأمنية كانت أقل. وفي هذا الإطار، توجه وزير الداخلية والبلديات زيـاد بارود بالتهنئة إلى قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني وإطفاء بيروت للمهمات الاستثنائية التي تولتها ليلة رأس السنة، «ما ترك ارتياحاً عاماً وخلق جوّاً من الأمان والسلامة». كذلك توجّه بارود بالشكر إلى الجيش اللبناني وأمن الدولة والأمن العام، وأثنى على تجاوب المواطنين ووعيهم، متمنياً أن تنسحب هذه النتائج على سائر أيام السنة.


علم «القوات»!

فيما كان معظم الناس مشغولين بقضاء ليلة رأس السنة، وصل إلى مخفر جونية رئيس بلدية جاج، يوسف موزايا، وادّعى على مجهولين بتهمة إنزال العلم اللبناني من أمام القصر البلدي في البلدة المذكورة، ووضعوا مكانه علم «القوات اللبنانية». وذكر في الادّعاء أن مجهولاً آخر جاء وأزال علم «القوات» من مكانه، دون أن يعيد العلم اللبناني.من حوادث ليلة رأس السنة، إصابة أحمد ز. (64 عاماً) بطلق ناري في كتفه اليسرى، أثناء مروره في شارع الأطباء ـــــ طرابلس. لم تذكر التقارير الأمنية شيئاً عن هوية مطلق النار. لم تسلم السيارات والآليات من الإصابات، إذ سقط طلق ناري «طائش» على الزجاج الخلفي لآلية عسكرية من نوع «دودج»، عائدة لمخفر زوق مصبح، ما أدّى إلى تحطّمه.


«خواجات» وسط البلد

أوقفت القوى الأمنية الفرنسيين أنطوان ك. (24 عاماً) وفياشير ش. (21 عاماً)، بعدما سرقا حقيبة جلدية عائدة للمواطنة اللبنانية جان م. (25 عاماً)، في منطقة الجميزة ـــــ شارع مونو، على مدخل أحد الملاهي الليلية. كانت الحقيبة تحتوي على مبلغ من المال، إضافة إلى أوراق ثبوتية. سُلّم الشابان الفرنسيان إلى فصيلة قوى الأمن الإقليمية، وبوشرت الإجراءات القانونية في حقهما.
في سياق التوقيفات التي حصلت مع مطلع العام الجديد، أوقف مكتب حماية الآداب في قوى الأمن الداخلي أ. ز. (أوكرانية الجنسية) ومعها أ. خ. (بيلاروسية الجنسية)، وذلك بجرم ممارسة الدعارة على الأراضي اللبنانية. كذلك أوقف المواطن اللبناني ع. ع. بالتهمة ذاتها.