ليفني تزور العرب لكنها تخاف لندن■ عرفات أطعمني بيده البيض
■ طرد الموساد من لندن انكسار

إسرائيل ستدفع الكثير لو فكرت في إيقاف حملة «فيفا فلسطين» هذه المرة، فالحملة برعاية رئيس وزراء تركيا نفسه. هكذا، تحدّث النائب البريطاني السابق جورج غالاوي الذي عرف لمن يتوجّه هذه المرة لدخول غزة. أما معبر رفح فإلى اللقاء في حملة مقبلة

أجراها: قاسم س. قاسم
■ قررت الحكومة البريطانية، أوّل من أمس، طرد دبلوماسي إسرائيلي بسبب استخدام بلاده جوازات سفر بريطانية في اغتيال المبحوح. كيف ترى هذه الخطوة من قبل بريطانيا؟
- كنا دائماً نضغط لاتخاذ خطوات أكثر جدية ضد إسرائيل، لكن يمكننا اعتبار هذه الخطوة جيدة كبداية، وهي بالتأكيد أثرت سلباً على موقع إسرائيل في بريطانيا. بالطبع، لا يمكن اعتبار الحادث منعزلاً عن قيامنا بإصدار مذكرات توقيف ضد تسيبي ليفني وإيهودا باراك و9 متهمين إسرائيليين بجرائم حرب من محاكم بريطانية، ما اضطرّ ليفني إلى الهرب من لندن. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد تسلّمت تقريراً من منظمة ريوتس قالت فيه إن لندن هي رأس الحربة لما وصفوه بالحملة الدولية لنزع الشرعية عنها، لذلك تعاني إسرائيل من مشكلة في بريطانيا نتيجة لازدياد المواقف المتضامنة مع فلسطين التي تعزل إسرائيل أكثر. وقد مثّل طرد رئيس عصابة الموساد المجرمة القاتلة العاملة في لندن انكساراً لإسرائيل، وخصوصاً لتزامن ذلك مع الأزمة الدائرة بين أميركا وإسرائيل.

■ في فترة سابقة، أعلنت بريطانيا أنها ستعمل على تغيير قوانينها التي تسمح بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين؟
- أعلنوا انهم سيقومون بذلك، لكنهم لم يعدلوه حتى الآن. إلا أنني أعتقد أن من المستحيل تعديل هذه القوانين لأنك لا تستطيع طرد دبلوماسي وتحميل إسرائيل مسؤولية جريمة ضد بريطانيا، ثم تعمد إلى تغيير قوانينك لمصلحة المجرمين أنفسهم، لذلك أعتقد أننا لن نسمع مجدداً بتعديل القانون.

■ هل تعتقد أن هذه الخطوة هي لتهدئة الشارع البريطاني نظراً إلى الإهانة التي وجّهتها إسرائيل، أم هي أزمة دبلوماسية حقيقية بين الطرفين؟
- في كلتا الحالتين، يمكن اعتبارها محاولة لتهدئة مشاعر البريطانيين، لكنها أزمة حقيقية. إذ لا يمكن أن يكون هناك دولة تحترم نفسها وتقبل أن تسرق جوازات سفر مواطنيها لارتكاب جريمة قتل في بلد ثالث.

■ ذكر أن فرنسا وإيرلندا تنويان اتخاذ خطوات مشابهة. هل يمكن اعتبار ذلك انتكاسة لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي؟
- أتمنى ذلك، وهو منطقيّ لكون إسرائيل تتصرف كدولة مجرمة. فإذا كانت هناك دولة مجرمة، فلماذا وجود علاقات مميزة معها، سواء أكان من الناحية الاقتصادية أم السياسية؟ أعتقد أنه لو اتُّخذت هذه الإجراءات فإن موقع إسرائيل في الاتحاد الأوروبي سيتضرّر. ويمكنك النظر إلى المسألة على أنّه أمر مصرفي: مثلاً إسرائيل لديها 4 ديون عظيمة في رصيدها السياسي خلال السنوات الأربع الماضية، الدين الأول حرب تموز على لبنان، الثاني الحرب على غزة، الثالث الإهانة التي وجّهتها إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أما الرابعة فهي الإهانة التي وجّهتها إلى بان كي مون خلال زيارته الأخيرة. هذه الديون السياسية الأربعة تدفعها إسرائيل من رصيدها الذي يبدو منخفضاً الآن.

■ هل تعتقد أن هذه الديون ستسهم في تغيير حكومة بنيامين نتنياهو؟
- الاحتمال وارد، لكن انحراف نتنياهو في واشنطن هذا الأسبوع وإعلانه استكمال الاستيطان، والقول إن القدس ليست محتلة وهي لهم إلى الأبد يعدّ إعلاناً من طرف واحد لإلغاء القانون الدولي بما يتعلق بالقدس. الآن يجب مراقبة المجتمع الدولي لرؤية ما سيفعله بهذا الصدد.

■ وكيف، في رأيك، سيتصرّف المجتمع الدولي؟
- يجب انتظار تصرف الدول العربية في القمة المقبلة. أعتقد أنهم سيأخذون إجراءات معينة لكونهم محشورين في الزاوية. هل يريدون أن تكون بريطانيا مستميتة أكثر من العرب أنفسهم تجاه إسرائيل؟ حالياً، لا يمكن تسيبي ليفني أن تزور لندن، لكن يمكنها أن تزور بعض العواصم العربية! هذا غريب، والأغرب هو أسلوب تعاطي هذه الدول مع المسألة.
■ أعلنتم أول من أمس رعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان للسفن التي ستحمل مواد اسمنتية إلى غزة. هل تعتقد أنه إذا منعت إسرائيل وصولها فإن ذلك سيسبّب أزمة بين تركيا وإسرائيل؟
- نعم، نعم أعتقد ذلك، ويجب على الإسرائيليين أن يأخذوا هذا الأمر بالاعتبار، وهذه هي أهمية وجود أردوغان في الوقت الحالي، وتحديداً في ظل الأجواء السائدة.

■ هل تظنّ أن تركيا مستعدّة لهذه المواجهة؟
- منذ مؤتمر دافوس، التزمت الحكومة التركية أكثر فأكثر هذا المسار، وأنا لا أرى أيّ إشارة لتغيّر تركيا مسارها، وهذه الحملة ستكون بقيادة جمعية «أي إتش إتش» التركية، التي تعمل في 100 دولة، وهي وجدت بمساهمة من الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فهي جمعيتهم.


الدعم الذي أناله من الشعب المصري يجعلني صاحب صفة

كل ما أعرفه أنني يجب أن أحارب لأنه إذا حاربت لا يمكنك أن تضمن الفوز في الحرب
■ هل تعتقد أن إسرائيل ستسمح لكم بالوصول إلى القطاع المحاصر؟
- لا أعلم، ولا يمكنني أن أعرف، لكن مسؤوليتي هي ما سأفعله أنا. لكن إذا حاولوا منعنا فسنحاول تدفيعهم أغلى ثمن سياسي. كل ما أعرفه بالنسبة إليّ أنني يجب أن أحارب لأنه إذا حاربت لا يمكنك أن تضمن الفوز في الحرب، لكن إذا لم تحارب فإنك ستضمن الخسارة.

■ تعتبرك السلطات المصريّة شخصاً غير مرغوب فيه على أراضيها، ألا تعتقد أن ذلك سيؤثر على حملاتك المقبلة؟
- للحقيقة، هي أزمة جديّة لأن من الصعب الذهاب عبر البحر عوضاً عن المرور في الأراضي العربية. لكن، على نظام مبارك أن يجيب على هذه الخطوة. فهم يرون أني شخص لا صفة لديه، إلا أن الدعم الذي أناله من الشعب المصري يجعلني صاحب صفة.
■ أطلقتم أول من أمس حملة «تحيا فلسطين العربية»، كيف تعتقد أن العالم العربي سيتعاطى معها؟
- أعتقد أن الرأي العام العربي متلهّف لأداء دور معين، فهم يعرفون أنهم لا يمكنهم أن ينتظروا حكوماتهم للتحرك. فالشعوب العربية تمارس ما هو مسموح لها في دولها، وهناك الكثير مما لا يستطيعون القيام به. لكنهم من جهة أخرى لا يفعلون أموراً كثيرة في استطاعتهم القيام بها. نسعى إلى تأمين منافذ جديدة بحيث يمكنهم الانطلاق منها للنضال الدولي. اليوم لدينا ستة فروع لـ«فيفا فلسطين» في بريطانيا، الولايات المتحدة، إيرلندا، جنوب أفريقيا، ماليزيا ولبنان.
هكذا، يستطيع الشباب أن يؤدّوا دوراً أفضل في التحركات الدولية، كما يمكنهم دعمنا مادياً والعمل على الضغط على وسائل إعلامهم وسياسييهم ضمن القوانين المسموح بها. ويمكن الشعوب العربية أن تنضمّ إلينا في الحملات المتوجّهة إلى غزة، والعرب يملكون الكثير من السفن ويمكنهم إعارتنا إياها لأسبوعين ليروها تدخل بحر غزة. وليدعموا جامعة فلسطين الثقافية التي ستقام في 25 تموز المقبل والتي ستضمّ 500 شاب ليتعارفوا ويخطّطوا لنشاطات تضامنية مع فلسطين لعام
كامل.

■ لنعد قليلاً إلى بداياتك السياسية، كيف تعرّفت على القضية الفلسطينية؟
- انغمست في السياسة منذ أن كنت ولداً، لأنني أتيت من عائلة يسارية مناهضة للإمبريالية العالمية. وفي عام 1975 عندما كنت في عمر الـ21 طرق بابنا تلميذ فلسطيني في جامعة قريبة من منزلنا، وحدّثني على مدى ساعتين عن القضية الفلسطينية. بعد انتهائه وجدت نفسي مقاوماً لأجل فلسطين وما أزال.
وفي عام 1977 أتيت إلى لبنان كي أمضي أسبوعين فقط، فبقيت فيه 11 شهراً وعشت مع القادة الفلسطينيين في منطقة الفاكهاني، وكنت أتناول الفطور يومياً مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكان يطعمني بيده البيض المسلوق والخبز والشاي.


الأنظمة غير وفيّة