محمد نزالالمخدرات «خطر شامل»... وصف أطلقه أحد مدمني المواد المخدرة السابقين، بعد تجربة مريرة قلبت حياته رأساً على عقب. حالة سامر (24 عاماً) تؤكد أن المدمن حاضر ليفعل أي شيء، بغية الحصول على المخدرات. قبل أشهر، حاول سامر إخراج البراد من منزل ذويه بالقوة لبيعه، بهدف الحصول على المال لشراء المخدرات. منعه والده وشقيقه الأصغر من ذلك، فانفعل وبدأ بتحطيم أثاث المنزل. وقف شقيقه في وجهه للحدّ من «التكسير»، فما كان من سامر إلا أن شهر في وجهه سكين المطبخ، مهدداً إياه بالأذى. وفي تلك الأثناء، ورد اتصال هاتفي إلى فصيلة زقاق البلاط في قوى الأمن، بشأن مشكلة داخل أحد المنازل في المنطقة المذكورة. حضرت دورية إلى المكان، فوجدت سامر واقفاً وسط الشارع وبيده سكين مطبخ. أوقفته القوى الأمنية واقتادته إلى مركز الفصيلة، فلحق به والده. لم يكن الوالد يريد إرجاع ابنه إلى المنزل، بل جاء ليتخذ صفة الادّعاء الشخصي عليه. عرض الوالد علباً فارغة لأدوية مخدرة، مفيداً بأن ابنه كان يستعملها، وهي من عدة أصناف، منها: «ريفوتريل» و«وليكزوتانيل» و«ترامال» و«سيمو». كذلك قدّم مع ادّعائه أوراق حشيشة الكيف، التي وجدها في الدرج العائد لسامر، بحسب ما جاء في الادّعاء. وفي التحقيق مع الموقوف، اعترف بتعاطيه الحشيشة والأدوية المخدرة، وأنه كان يستحصل على هذه المواد من شخص مقيم في منطقة طريق المطار. واعترف علي بأنه كان يتعاطى المخدرات مع صديقين له، هما باسم (22 عاماً) وحسن (26 عاماً). عرضت القوى الأمنية على سامر صورة شمسية لأحد أصحاب السوابق في تجارة المخدرات، فتعرّف إليه، مؤكداً أنه هو الذي كان يزوّده المواد المذكورة. لم تتمكن القوى الأمنية من توقيف التاجر، فيما أوقفت باسم وحسن. وفي التحقيق مع باسم، أنكر أي علاقة له بقضايا المخدرات، وتأكد ذلك بالفحص المخبري الذي لم يبيّن وجود آثار لأية موادة مخدرة في جسمه. أما حسن، فقد اعترف بتعاطيه المخدرات، وتبيّن أنه كان يعالج من الإدمان في مؤسسة «أم النور».
وبناءً على المعطيات والأدلة، أصدرت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي حاتم ماضي وعضوية المستشارين كارول غنطوس وهاني الحبّال حكماً بإدانة سامر بجنحتي المادتين 127 و130 من قانون المخدرات، وبحبسه مدّة 3 أشهر وتغريمه مبلغ مليوني ليرة لبنانية. كذلك أدانت المحكمة حسن، وحكمت بحبسه مدّة شهرين وتغريمه مبلغ مليون ليرة. أخيراً، أعلنت المحكمة براءة باسم لـ«عدم كفاية الدليل».