أحمد محسن
I


لم يكن صوتاً لكنه كان مسموعاً. لا أعلم.
أقول دائماً، كان بإمكاني أن أكون طفلاً أكثر مما كنت. يجب أن أكون بارداً وحسب. يجب ألا أغرق مع الغرفة. الغرف كلها تغرق والشوارع غرفٌ مفتوحة. كنا في الشارع نتفاعل مع الكذب مقتنعين بعلم الأحياء. الأسرّة ليست أسرّة ونحن لسنا كائنات حية مطلقة. نحن ننام على الأشجار والتراب ينام علينا. والغرف كلها تغرق. لا أفضلية للظل على الوجه. لا أفضلية للمياه على البحر. الشك هو الرب، والرب هو الشك. الذين يحبون ينجون. يمكنهم أن يعرفوا ماذا حدث فعلاً. أنا أهرب الآن. أترك بقيّتي للصيف. والصيف يمص دمي. العازفون يتألمون داخل آلاتهم. يثقبون القلوب. الموسيقى جذر آدم. وأنا الذي يجب أن أكون بارداً أرسم اللهب. بارك الله بودلير صاحب اللهب. تستمر الغرفة في الغرق. حقيقة ملائمة. دوران حول الضحك. لا أصدق أن الذي يحب يعود طفلاً. ثمة سقف يظهر. ثمة صوت بعيد ينام خلف الخزانة. والثياب على الطاولة تراقب مرور الوقت خلال نومي. ثمة قطط نحبها تتناسل الآن. كل هذا والغرفة تغرق في خوفها. أشير بيدي إلى ظهرك. أضعها جيداً. تغادرين اللوحة وتدخلين إلى الكنيسة. أصرخ هنا.
لم أفهم بعد أين الطريق إلى الجسد والجنود كالنمل.
II

في الكنيسة تبدين كأم. قديسة ملوّنة بالتنانير. هناك، تبدأ حداثة الله. هنا تزقزق لي العصافير وتنتظر.

III


يسقط شيء من يدكِ. تبدين ذاهلة كالصوت. وكما في أفلام جيوسيبي تورناتوري هواء كثير يلف شعرك. أنت بطلتي. أنت سينما باراديسو إذاً وأنتِ عازفة البيانو. أنا لست تورناتوري. لكن في حالتي، كل شيء على ما يرام. أرسم ولن أموت بجرعة زائدة. ربما أجرّد الشرفة من قضبانها وأقفز مع الأرانب. ربما أصبح كتاباً ضخماً. ربما أقرع الجرس على مسامع الأسماك. لكن لن أموت بجرعة زائدة من فمكِ. يجب أن أبقى بارداً بمنأى عن الميتات المتعددة قبلاً. يجب أن يبقى فمكِ حاضراً في مساءاتي.
يسقط من يدكِ صليب ذهبي. إصبع من أصابعي. يدنا بالقرب منه. ومسامير.

IV


هذا سيترك أثراً عميقاً. الشِعر يحدث نشوة. خدانا متلاصقان في هذه اللحظة. الابتسامة ذاتها تقريباً. أنتِ أجمل مني وأنضر. دائماً متفوقة حتى أثناء الصمت، والنوم، والألم. حتى حين تمطر. أنتِ مطري. دائماً أخف من الرعشة. تطلبين أن أذوب على حافة المنزل. تطلبين أن أعيد ترتيب أحرف اسمك وأنا أغرق، وألا أهاجم الأرصفة والتهم الغيوم عندما أخاف.
تتغير ملامح المدينة فجأة. شبح الوقت يلازم كأسَي الخمر. هذا سيترك أثراً عميقاً. ستنتهي الأغاني باكراً. ستقفل الحانات قبل أن نولد. وفي هذا الضجيج ننسى مكان المنزل.
المدينة صغيرة. كانت دائماً كذلك.

v


لا شيء واضحاً. المقاهي مرممة بالأحمر. السماء تزفر. وكي لا أجن أكثر، كان يجب أن أهرب. الصحبة الغريبة تحولني إلى آلة قهوة تكرر الفعل نفسه. صحيح أن الناس كثيرون لكنك ــــ وحدكِ ــــ أكثر منهم جميعهم. لطالما لازمني التعليل. كأني مضطر أبداً إلى تبرير العوالم التي تدغدغ رأسي. انتهى التعليل الآن. أنا أحب إذاً أنا حر.