زحلة ـــ نقولا أبو رجيلينقلت قوى الأمن الداخلي سجينين بعد ظهر يوم أول من أمس، من سجن زحلة إلى مستشفى رياق العام، «بعد تشطيبهما جسديهما بواسطة آلة حادة» بحسب مسؤول أمني نفى في اتصال أجرته معه «الأخبار» حصول تمرّد داخل السجن كما نقلت وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين.
وضّح الضابط ما حدث: «كل ما في الأمر أن شجاراً وقع صباحاً داخل إحدى غرف السجن بين سجينين مشاغبين من جهة، ونزلاء آخرين، تخلله صراخ وتضارب بالأيدي، ما اضطر إدارة السجن إلى عزلهما في الانفرادي (وهي غرفة معزولة عن باقي الغرف يسجن فيها من يخلّ بأمن السجن ونظامه)». ويتابع الضابط المسؤول: «فما كان منهما إلا أن دخلا الحمام وعمدا إلى تحطيم محتوياته وتكسيرها، ومن ثم تشطيب نفسيهما ببقايا أجزاء كرسي الحمام المصنوع من مادة السيراميك»، فعمل حراس السجن على «ضبط الوضع وإعادة الأمور إلى مجاريها» عبر نقل السجينين اللذين أُصيبا بجروح متوسطة وخفيفة في أنحاء جسميهما إلى المستشفى. السجينان لا يزالان يخضعان للعلاج في المستشفى وحالتهما الصحية بحسب الطبيب المعالج «جيدة».
بعض السجناء بحاجة إلى علاج نفسي غير متوافر
وسائل الإعلام كانت قد نقلت أن أسباب العراك بين السجناء مذهبية وطائفية، غير أن قوى الأمن أكّدت أن الأسباب بحدّ ذاتها سيحددها التحقيق، وهي غير واضحة، إذ إن بعض السجناء يختلقون غالباً «أسباباً تتعلّق بأمور كبيرة» للعراك، بينما تكون الأسباب الحقيقية «سخيفة أو جنائية».
ليست المرة الأولى التي يُثير فيها سجناء المشاكل داخل سجن زحلة، وسبق لأحد السجينين اللذين شطّبا جسديهما أن قام «مراراً وربما للمرة العاشرة» بتشطيب نفسه من خلال استخدام أدوات حادة «كانت تصل إلى متناول يديه»، بالإضافة إلى أنه يتعمد إلحاق الضرر الجسدي بعدد من النزلاء الذين يتجنبون الاحتكاك به، وبالتالي فهو بحاجة على الأرجح إلى علاج نفسي خاص غير متوافر في المؤسسات العقابية اللبنانية.
يذكر أن سجن زحلة يعاني حالة اكتظاظ خانقة، نظراً لضيق مساحة غرفه التي لا تتسع لأكثر من 60 شخصاً، فيما يحشر فيه حالياً أكثر من 200 سجين. وعن مصير السجن الجديد في زحلة، أشار مسؤول أمني إلى أن «الجهود تنصب حالياً لإتمام الأعمال فيه»، ومن المنتظر نقل السجناء إليه في مهلة لا تتعدى شهراً نهاية شهر نيسان المقبل، مستدركاً بالقول: «هذا إذا لم تواجهنا عقبات جديدة كما كان يجري سابقاً»، في إشارة إلى تأجيل مواعيد تسلمه مرات عديدة لأسباب تقنية.