نهر البارد ــ عبد الكافي الصمد«لن نقبل السكن في زريبة، وإذا لم تُعدّل خرائط وتصاميم بناء المساكن في المخيم فسنضطر إلى التحرك لإيقاف عملية الإعمار كلها». بهذه الكلمات تعبّر منسّقة هيئة المناصرة لإعمار مخيم نهر البارد نوال حسن عن استيائها وأهالي المخيم من الملامح الأولى التي بدأت تظهر لأبنية الرزمة الأولى داخل المخيم. بيوت لا شرفات فيها، وما يزيد الطين بلّة أن السلالم الداخلية لهذه الأبنية التي لا يزيد عرضها على 80 سنتم، قد صُمّمت على شكل دائري. قد يبدو كل شيء مقبولاً بالنسبة إلى الأهالي إلا السلالم. وتشير حسن إلى أن «من صمّم بناء الدرج على هذا الشكل لم يطلع الأهالي عليه»، لافتة إلى أنه «في ذلك الوقت، عدّ الأهالي بناء السلالم من

عرضت الأونروا على الأهالي خريطة لتحديد منازلهم وجيرانهم وشوارعهم


المسلمات، وأنها ستكون مثل بقية سلالم خلق الله، لكنهم أصيبوا بالصدمة لما شاهدوه على الأرض». تضيف حسن بنبرة ساخرة: «لا يمشي هذا الدرج، لا في دولة عربية ولا في دولة أجنبية»، متسائلة «هل الذين صمّموه يرضون به لبيوتهم؟». وإذ تلفت حسن إلى «وجود أجواء استياء عارم تسود داخل المخيم بسبب كل هذا»، فإنها تشير إلى أن هيئة المناصرة «تستعد للقيام بتحركات معارضة لما يجري على صعيد الإعمار». لكن، كل هذا قد لا يغيّر شيئاً، فـ«المشرفون على إعمار البارد أخبرونا أن أي تحركات لإجراء تعديلات على خرائط وتصاميم بناء الرزمة الأولى لم تعد تنفع، كما أن إمكان إجراء تعديلات على تصاميم بقية الرزم غير معلوم بعد»، تقول حسن.
في موازاة موجة الاستياء من تصاميم البيوت، غصّ مكتب الأونروا في المخيم طيلة الأيام السابقة بالأهالي المحتجّين على طبيعة الإعمار. ولهذه الغاية، نظّمت الأونروا لقاءً موسّعاً في مقر هيئة العمل الأهلي حضره أكثر من 200 شخص من المخيم، وممثّلون عن الشركة المتعهدة، في خطوة فسّرتها الأونروا، في بيان لها، بأنها «تهدف إلى زيادة مشاركة المجتمع المحلي داخل المخيم في عملية التصاميم الشاملة، ومشاركة الأهالي في تصاميم الشوارع والأماكن

يمكن تحريك الجزء الأخير من الدرابزين أثناء نقل الأثاث للبيوت
العامة ومواقع العقارات». وقد عرضت على الأهالي خريطة كبيرة بلغت مساحتها 8 أمتار طولاً ومثلها عرضاً، لتحديد مواقع منازلهم وجيرانهم وشوارعهم، كذلك عرض مجسم يمثّل الحجم التقريبي للشوارع والساحات. وتخلل اللقاء نقاش بين الأهالي والمشرفين، تعلّق في معظمه بالتصميم الأوّلي للرزمة الخامسة خصوصاً، وخطوات الإعمار عموماً. وفي بيانٍ أصدرته الأونروا، لفتت إلى أنه «غداة اللقاء، اتفقت الوكالة مع اللجنة الشعبية في المخيم وهيئة العمل الأهلي على إعداد نموذج آخر للسلالم مع التعديلات المطلوبة والمقترحة، على أن تشمل التعديلات زيادة عرضها 5 سنتم لتصبح 85 سنتم، من دون التأثير على تصاميم المنازل، كما أن الخيارات متاحة لتحريك الجزء الأخير من الدرابزين أثناء نقل الأثاث إلى البيوت، وتقليل عدد درجات السلالم». ولفتت إلى أنه «صُبّ نموذج آخر من الأدراج، على أن يُقوّمه المهندسون المشرفون في الموقع».


مولّد كهربائي أميركي

توقعت مصادر في وكالة الأونروا أن «يجري توصيل التيار الكهربائي إلى العقارات 23، 774 و755 داخل المخيم، اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل».
وقد تخفف هذه الخطوة، بحسب تلك المصادر، «من التكاليف التي تدفعها الوكالة لتوفير وقود لتشغيل مولدات الكهرباء التي تتزوّد منها بعض البراكسات».
من جهةٍ أخرى، تتسلّم الوكالة قريباً مولّداً كهربائياً من إحدى الهيئات الأميركية، وتسهم هذه المساعدة في تخفيف دفع تكاليف استئجار مولّدين من مؤسسات خاصة، لتوفير الكهرباء لبعض الأحياء في المناطق المتاخمة للبارد.