حسين شحرورتعرفت إليه في كتب التاريخ الوطنية. شاركته ساحات العطاء قدر استطاعتي. قرأت عنه وعن بطولاته. انتميت إلى عالمك يا صديقي. مرت أيام كثيرة، ولم ألحظ أنني نسيت نفسي معك. انتميت إلى أفكارك واعتنقت قضيتك، وها أنا اليوم أراقبك من خلف الزجاج وأنت مرمي في غرفة الإنعاش، تحيي أيامك الأخيرة صدمات كهربائية طبية. أنت تحتضر، وبعض أصدقائك وأفراد أسرتك لم يدركوا ذلك بعد، لم يلحظوه.
صديقي، في احتضارك، أستعيد من ذاكرتي تاريخك، اسمك، قوافل محبيك، وحتى خصومك...
رغم المرض يا صديقي، ورغم كبر سنّك، حين تقف أمام المرآة، ترى نفسك شاباً لا تغزو وجهه التجاعيد. ترى نفسك، وأرى نفسي فيك. مضت أيام الصداقة والتواطؤ وأحلام التغيير التي حلمنا بها، وأناشيد الأمل التي أنشدناها. لم نعد نبتكر ألحاناً جديدة، فأنت
تحتضر.
صديقي العريق، أنا أقف خلف الزجاج. ما زلت هنا، أترقب نبضات قلبك، أنتظر النبضة تلو الأخرى. لا أريدك أن ترحل نهائياً، وأن تذوب في كتب التاريخ. إبقَ قليلاً بعد، فأنت تعني الكثير للكثيرين. يرونك تنزف كالمسيح، لكنهم لا يرون. لم يدركوا بعد أنك تحتضر
ملاحظة: ورد في النص تعبير أنت تحتضر عن سابق إصرار وترصّد