صور ــ آمال خليلمرّت ثلاث سنوات وستة أشهر على تدمير قلعة شمع خلال العدوان الإسرائيلي عام 2006، حيث دمّر القصف الجوي معظم أجزاء منطقة الحصن التي تتوسط القلعة، ولا سيّما الطبقات الثلاث السفلى، فيما صمدت أسوارها الخارجية. أمّا مقام النبي شمع، الذي دُمّر بدوره، فقد استفاد من البرنامج القطري لتأهيل المواقع الدينية المتضرّرة من العدوان.
هذا المعلَم كان الإسرائيليون قد اتخذوه موقعاً عسكرياً طوال فترة احتلالهم للجنوب، وبالطبع لم يتأخّروا عن إلحاق الأضرار به. فقد أزالوا في التسعينيات بوابة القلعة التي يعود بناؤها إلى القرن الثاني عشر، وكانت تخبر عن طريقة العمارتين الصليبية والعربية، بهدف تسهيل دخول الآليات العسكرية.
بعد التحرير، لم تحظَ القلعة بعملية ترميم أو صيانة، ما ضاعف الإهمال المزمن الذي عانته. وبعد انتخاب المجلس البلدي الأول لشمع، استُدعي وزير السياحة الأسبق علي العبد الله إلى زيارة القلعة والبحث في تطوير الموقع وتحويله إلى مزار سياحي، إلّا أن الوعود التي أطلقها الوزير لم تجد طريقاً للتنفيذ، إلى أن وقع العدوان.
وقبل أكثر من عامين، بدأت الاتصالات بين المديرية العامة للآثار والوحدة الإيطالية العاملة في اليونيفيل، بهدف تمويل ترميم القلعة التي تقع في منطقة عمل الأخيرة في الجنوب. وقد وافقت الحكومة الإيطالية على تخصيص هبة بقيمة مليون دولار حُوّلت إلى خزينة الحكومة اللبنانية، بحسب مسؤول الآثار في صور علي بدوي، وتسلّمتها المديرية التي لا تملك أيّ دراسة تفصيلية عن القلعة، بسبب ضعف الإمكانات المادية. لذا، سيخصّص قسم من الهبة الإيطالية للدراسة، والقسم الآخر لأعمال الترميم التي ستؤجَّل عاماً واحداً. ولكن هل ستكفي الهبة؟