بيسان طيعُقدت أمس في محكمة جنايات بيروت جلسة جديدة في إطار التحقيق في جريمة قتل الصراف أحمد ج، الخطيب، وهي القضية التي تعرّض فيها الموقوف رضا تيمور للتعذيب خلال التحقيق الأوّلي، وفق ما بيّنته إفادات أطباء شرعيّين.
أمس استُدعي ديفيد س. الخبير في الشؤون الإلكترونية، لإجراء كشف على قرص مدمج أُرسل من مصرف في شتورة، يقول تيمور إنه كان موجوداً فيه خلال الوقوع الجريمة، وفق ما حدد كشف الطبيب الشرعي، وجاء فيه أن النار أُطلقت على الخطيب نحو الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم 22/ 12/ 2007.
القرص أرسلته إدارة المصرف بناءً على طلب قضائي، ومن المفترض أن يحوي تسجيلاً لحركة الدخول إلى المصرف والخروج منه في وقت وقوع الجريمة. وفي رسالة صادرة عن المصرف أنه أُرسل «شريط فيديو عدد 2»، ولم ترد في الرسالة عبارة قرص مدمج، فيما عُرض في التحقيق الأولي قرص مدمج واحد. الخبير ديفيد س. اطّلع عند قاضي التحقيق في البقاع على قرص مدمج واحد، وفق ما ورد في محاضر التحقيق. وجاء أيضاً أنه تبين أن القرص فارغ. أمس فُتح الملف الذي يتضمن الـCD ولم يكن مختوماً بالشمع الأحمر، بل بكبسات حديدية صغيرة، فكان فيه قرصان مدمجان (CD)! وقرص DVD يتضمّن ما سُمي «تمثيل الجريمة»، التي كان تيمور قد قال في جلسات سابقة إنه «تعرّض للضغط حتى يقوم بعملية التمثيل»، وإنه لُقّن ما مثله.
فُتح الملف الذي يتضمن الـ CD، ولم يكن مختوماً بالشمع الأحمر
عند محاولة عرض ما يتضمنه القرصان المدمجان وضعهما الخبير في حاسوب محمول خاصّ به، وبعد الكشف تبيّن له أنهما سُجّلا وفق نظام إلكتروني قديم نسبياً لا يمكن حاسوبه أن يقرأه، عندها تقدم جورج شرفان، وهو أحد محامي الدفاع عن تيمور، بطلب أن تسمح هيئة المحكمة بالانتقال إلى المصرف نفسه، حيث يوجد نظام إلكتروني يقرأ ما يتضمنه القرص، ما دام هذا النظام قد استُخدم في نقل ما صوّرته الكاميرا.
خلال إدلاء الخبير بشهادته قال إنه لم يستعن بحاسوبه الخاص خلال كشفه على القرص عندما طُلب منه ذلك في البقاع، وإنه استخدم حاسوباً كان موجوداً في مكتب المحقّقين، ولكن ورد في ملفات التحقيق الصادرة عن قاضي التحقيق الأول طنوس مشلب أن الخبير أحضر معه حاسوبه، وأنه كشف على القرص في 16/6/2008، أي بعد مرور نحو ستة أشهُر على طباعة القرص وإدراجه ضمن أوراق القضية.
من النقاط التي أُثيرت خلال الجلسة إن كان يمكن التأكد من أن القرص، أو بالأصحّ القرصين، اللذين حاول الخبير معرفة ما يتضمنان، هما القرصان نفساهما اللذان أرسلهما البنك، وخاصةً أنهما وُضعا في ملف غير مختوم بالشمع الأحمر، فأجاب الخبير أن ذلك غير ممكن. حدّدت هيئة المحكمة يوم 25 أيار المقبل موعداً للاستماع مجدداً إلى إفادة الخبير، لمحاولة الاطّلاع مجدداً على مضمون القرصين المدمجين، ثم ستخصّص الجلسة لمرافعات المحامين. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الموقوف تيمور كان قد خضع قبل نحو شهر لعملية جراحية في رجله، بعدما بيّنت فحوص الأطباء الشرعيين أن التعذيب، الذي تعرّض له خلال التحقيق الأوّلي، يوجب إخضاعه لعمليات جراحية، وهو سيخضع قريباً لعملية ثانية في رجله، وهنا نذكر أنّ الأطباء طالبوا بإجراء عمليات للشاب قبل نحو عام.