صيدا ــ خالد الغربيواصلت «العاصفة الثورية الهوجاء» زحفها في شوارع صيدا. لكن العبارات التي خُطّت على الجدران هذه المرة لم تحمل أفكاراً ثورية شيوعية وناصرية، ولم تُحي، كما سابقاتها، الثائر الأممي تشي غيفارا والزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، بل جاءت بمضامين اجتماعية ومطلبية دعت خصوصاً إلى «التحرك والتصدي لسلطة الفساد والمال ومواجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية المدمرة في لبنان». وبرز من بين الشعارات: «الغضب الساطع آت، احذروا غضب الفقراء، لنتحرك في مواجهة الطغمة المالية، لا للاستبداد الاجتماعي والظلم والقهر». وفسّر البعض كتابة عبارة «كلنا معروف سعد» بأنها لتأكيد الاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق العدالة وحقوق الفقراء، تماماً كما فعل سعد حين استشهد على رأس تظاهرة مطلبية لصيادي الأسماك في شباط 1975.
ويتضح من العبارات التي لم يذيّل قديمها كما الجديد بأي تواقيع أنّ الذين كتبوها هم مجموعة من الشباب، ومما ورد في الشعارات: «نحن الشباب أمل التغيير، جيلنا الشاب قادر على المواجهة، والشباب سيواجه وسينتصر».
وفي وقت وصف فيه مناصرون لتيار المستقبل الشعارات بأنّها «أعمال صبيانية وشعارات بالية من عهد قديم»، فإن توقيت إطلاق هذه الشعارات بدا مندرجاً في ظل ازدياد الكلام على محاولات شعبية صيداوية «لإعادة الاعتبار للنضال المطلبي والاجتماعي» الذي نادى به النائب السابق أسامة سعد في ذكرى اغتيال والده. فقد دعا سعد «الفئات الشعبية في المدينة والمتضررة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية الحكومية إلى أن تكون على أهبة الاستعداد والجهوزية لخوض المواجهة المقبلة والتحرك والانتفاضة في مواجهة ناهبي قوت الشعب».
أما اللجنة الإعلامية في اللقاء الوطني الديموقراطي في المدينة، وهو إطار يضم قوى سياسية واجتماعية وحزبية وشخصيات مستقلة تعارض التوجهات السياسية والاجتماعية للسلطة، «فقد باشرت بدورها بالاستعدادات الإعلامية من أجل حراك اجتماعي ومطلبي». كما قال عدد من مسؤولي اللجنة لـ«الأخبار»، مؤكدين عدم توفير أي وسيلة في الاحتجاج السلمي والديموقراطي.