رنا حايكفي مصر، دافعت الطالبة أسماء إبراهيم عما بقي من فلسطين. وقفت في وجه أستاذتها، وقفت في وجه اتفاقية كامب دايفيد، وقفت في وجه القاضي، رفضت محو فلسطين عن خريطة في مقرّر للجغرافيا السياسية يدرّس في جامعة حكومية في بلد عربي يحتضن «جامعة الدول العربية»، وربحت معركتها.
وفي لبنان، انطلق طلاب (رغم التحاقهم بجامعة أميركية، إلا أنها تقع في لبنان، على مسافة ليست ببعيدة عن آخر مجزرة ارتكبت في مروحين عام 2006)، من واقعة قلما تهمّ الأسماء فيها، استفزّت ممانعتهم إزاء عدو لا تمرّ نشرة من نشرات الأخبار دون أن تذكر خبراً عن وحشيته، لاستصدار قانون من إدارتهم يمنع صراحة التعامل مع أي مؤسسة إسرائيلية، فربحوا يوم أمس معركتهم.
قد يكون زمن النضالات الكبيرة قد ولّى في بلد عربي دفن آخر شهدائه في سيناء وطوى صفحة الخنادق عام 1979، لكن القصائد، هناك، لا تزال تكتب عن فلسطين، والهتافات، هناك، لا تزال تصدر من وقت لآخر على سلّم نقابة المحامين، أو في الجامعات، أو أماكن أخرى يعتقل المتظاهرون أحياناً قبل الوصول إليها. فالموقف، أحياناً، له قوة سلاح على جبهة.
وفي لبنان، رغم كل النفاق والتطبيع «السلبي الصامت» وأحلام البعض بالإجازة المقبلة في ناتانيا، لا يزال البعض يحاربون بموقف، يساند البندقية التي تذود عن الحدود، في بيوتهم ومحيطهم ومؤسساتهم.
من قال إن الطلاب لا يُحدِثون فرقاً... إذا ما قرّروا التحرك؟