لكي تبقى ذاكرتنا: شاهد على الجريمة
جوان فرشخ بجاليفي استطاعة أيّ مواطن أن يبلّغ عن عمليات هدم البيوت القديمة
ويقول الدكتور جورج عربيد، المدرّس في الجامعة الأميركية في بيروت في اتصال مع «الأخبار» إنّ هذا المبنى يعود إلى حقبة مهمة في تاريخ العاصمة. ويشرح: «هذا المبنى يشهد على الفترة الانتقالية بين أسلوبين هندسيين: التقليدي والحديث. فخلال هذه الفترة بدأ استعمال الإسمنت في البناء، ما سمح بإضافة شرفات واسعة إلى غرف الشقق، وكان لبيت مغيزل شرفات واسعة تزيّن حواجزها أشكالٌ هندسية مصنوعة بالإسمنت لتشهد على «موضة البناء» في تلك الفترة. ويقول الدكتور عربيد إنّ هذا المنزل ـــــ الشاهد على هذه الحقبة ليس فريداً من نوعه في بيروت، لكنه كان يضيء عليها ويبرزها بطريقة جيدة. أما عن سبب عدم إدراجه ضمن لائحة البيوت المجمد هدمها، فتلك قضية أخرى لا يستطيع حتى كبار المهندسين أن «يفكّوا ألغازها»، كما قال، فكثير من بيوت بيروت المهمة هندسياً غير مدرجة بدورها في تلك اللائحة لأسباب مجهولة تماماً. إنقاذ بيت مغيزل في المصيطبة كان مستحيلاً، نظراً لأنه ليس للبنان أيّ قانون يحمي الأبنية التراثية والتاريخية. فهذه المعالم إن لم تدخل في لائحة الجرد العام وتصبح في حماية المديرية العامة للآثار، لا يمكن حمايتها، لأنّ القانون الذي قدمه وزير الثقافة الأسبق طارق متري لا يزال يناقَش ويفرغ من مضمونه في اللجان النيابية، التي تُعدّ عن حق مقبرة الأفكار والمشاريع. وفي انتظار إقرار قانون لحماية الأبنية، يبقى المقاولون أسياد الساحة، يفتكون بجرافاتهم بهذه المباني التي تعدّ جزءاً من الذاكرة العامة والهوية المعمارية للعاصمة.
جريدة «الأخبار» ستقف شاهداً على كل عملية هدم تجري في العاصمة، وتشجّع إطلاق حملة وطنية تهدف إلى تسليط الضوء على عمليات هدم البيوت القديمة في بيروت، المصنفة وغير المصنفة. وفي استطاعة أيّ مواطن أن يبلّغ عن مثل هذه العمليات (ويمكن الاستدلال على النية من عملية إخلاء المبنى وخلع الأبواب والشبابيك).