محمد نزال«نحن مقبلون على موسم سياحي واعد، وبالتالي مقبلون على تفاقم في أزمة السير، وذلك إذا لم يُفعّل النقل العام وسواه من الحلول، فضلاً عن التعاون المطلوب من جانب المواطنين». هكذا نبّه وزير الداخلية والبلديات زياد بارود المواطنين، أمس، من أزمة السير «المستفحلة» التي قد تتفاقم خلال موسم الاصطياف، واعداً بإيلاء الموضوع الأهمية القصوى من جانب الوزارة والقوى الأمنية المعنية بتنظيم السير، وداعياً المواطنين إلى التعاون التام في هذا المجال. ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عن سيارات زبائن المطاعم الممتدة على كامل الخط البحري في بيروت، التي تُركن على الطريق العام، ما يسبّب مزيداً من زحمة السير، أجاب بارود بـ«نعم، هذه مشكلة نعمل على حلها»، معطياً الإيعاز إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بالتحرك لمعالجة هذا الأمر، على غرار ما حصل سابقاً في شارع «سبيرز»، دون اعتبار لما يقوله بعض أصحاب هذه المحالّ، من مثل أنهم «مدعومون» وما شاكل.
كلام بارود جاء خلال إشرافه على تسليم القوى الأمنية 33 سيارة إلى أصحابها، بعدما كانت قد سُرقت في فترات متباعدة من عام 2007 حتى يوم أمس. وبعدما أرسلت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي دعوة إلى الإعلاميين لتغطية تسليم 29 سيارة إلى أصحابها، ارتفع العدد إلى 33 خلال ساعات قليلة فقط من إرسال الدعوة. وقف الوزير بارود قبالة السيارات المصطفة بانتظام، في باحة مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية الكائن في ثكنة العقيد جوزف ضاهر ـــــ بوليفار كميل شمعون، وتحدث عن آخر إحصائيات الحوادث الأمنية «التي تشير إلى تراجع في نسبة الجريمة». ففي فرنسا «الممسوكة أمنياً» يبلغ معدّل الجرائم التي كان يُكشف فيها الفاعل 25 % ثم ارتفع إلى 40 % ، أما في لبنان، ورغم النقص في الإمكانات والتجهيزات، فقد توصلنا إلى كشف أكثر من 45 % من الجرائم.
ومن أرقام الإحصائية التي أعلنها بارود، هناك تراجع نسبته أكثر من 77 % في عدد السيارات المسلوبة، أمّا على مستوى السيارات المسروقة عموماً، فالتراجع نسبته أكثر من 27%، وعلى مستوى النشل، تراجعت النسبة بما يفوق الـ44 %. لكنّ موضوعاً واحداً ظلت نسبته آخذة في الارتفاع، بحسب بارود، هو حوادث السير التي تقع على مختلف الأراضي اللبنانية، وهذا «أمر يجب أن يُعالج». بعد ذلك توجّه بارود إلى المواطنين جميعاً، مطمئناً إياهم إلى أمنهم، وداعياً إلى إعطاء قوى الأمن الداخلي الثقة، لأنها هي «ضمان أمنهم وسلامتهم، وقد أصبح الناس شهوداً على كل الجهود الأمنية المبذولة من خلال كمية الإنجازات في الحقل الأمني رغم تواضع الإمكانات، وهذا معدّل أكثر من مقبول عالمياً».
بعد الانتهاء من كلمته، وأثناء تهنئته أصحاب السيارات المستعادة، تقدمت صاحبة إحدى السيارات من بارود وأبدت إعجابها «الشديد» بالوزير الشاب، ولم تغادر إلا بعد التقاط صورة فوتوغرافية لها إلى جانبه. أمّا إيميل حلال، الذي استعاد 10 سيارات عائدة إلى محل التأجير الذي يملكه، فأصر في حديث مع «الأخبار» على توجيه شكر خاص إلى قيادة الجيش اللبناني، التي «استعادت نحو نصف السيارات الموجودة اليوم»، دون أن ينسى طبعاً شكر قوى الأمن الداخلي. بدوره، شكر حسين صقر القوى الأمنية على الجهد الذي بذلته لاستعادة سيارته، التي كانت قد سُرقت من منطقة حارة حريك ـــــ الضاحية الجنوبية. أراد حسين توجيه رسالة في حديثه مع «الأخبار» مفادها أن الضاحية «ليست مربعاً أمنياً مقفلاً كما يزعم البعض، والدليل على ذلك سرقة سيارتي من منطقة حارة حريك في وضح النهار، ففي الضاحية سرقات كما في سن الفيل، وكلنا في الهم واحد». وقبل مغادرة الجميع، عاد بارود وتحدث عن ضرورة «إعطاء المعنويات» للقوى الأمنية، الذين «يعملون للحفاظ على أمن المواطنين، كما أنّ علينا ألّا نحبط المواطنين نتيجة ما يحصل، فكل بلدان العالم تتعرض للسرقات وتحصل فيها جرائم، لكنّ طموحنا نحن أن يكون معدل الجريمة لدينا صفر، رغم أن لبنان غير ممسوك بالكامل أمنياً لاعتبارات لا أريد الدخول فيها، ورغم ذلك فإن النتائج تأتي إيجابية».