يعدّ الفصح من المواسم السياحية السنوية الشديدة الأهمية في القدس. فالحجاج يأتون إلى المدينة بالآلاف لقضاء عيد الفصح فيها. لكن هذه المرة، بدأ المستوطنون يتربصّون لهم على مداخلها حيث يوزعون نشرات إعلانية تروّج لجولات سياحية ميدانية مجانيّة للأجانب داخل البلدة القديمة. وقال الدليل السياحي الفلسطيني عوني عبد الله لوكالــة فرانس برس «منذ نحو ستة أشهر يعمد المستوطنون إلى تنظيم جولات مجانية داخل البلدة، لقد أفسدوا عملنا لأن السائح عندما يجد جولات مجانية سيفضّلهم علينا».
وأكد أن عدداً من السيّاح يتعرضون لـ«غسيل دماغ» من قبل منظّمي الجولات اليهود، فيغادرون على أثرها الفنادق الفلسطينية في البلدة القديمة إذا كانوا ينزلون في أحدها. كذلك فإن المستوطنين لا يتأخرون بطلب الهبات لدعم نظرائهم الذين يقطنون في البلدة القديمة. وتستغل هذه المجموعات تدفق أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى البلدة القديمة بمناسبة الفصح اليهودي للحصول على دعم مادي لنشاطاتها الرامية إلى تهويدها، حتى إنهم يهتفون عبر مكبرات الصوت «عيد فصح سعيد، تعالوا وتبرّعوا للاستيطان اليهودي في البلدة القديمة. هناك 60 عائلة يهودية في الحي الإسلامي و300 طفل، ادعموا الاستيطان في القدس قلب الأمة». ويهدف
جمع التبرعات إلى شراء عقارات من الغوييم، أي غير اليهود. ويشرح المتطرفون وجهة نظرهم في المناشير التي كتب عليها «مكتوب في التوراة أيضاً أن أرض إسرائيل، هذه الأرض الصغيرة، هي ملك الشعب اليهودي فقط، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة، وحان الوقت لكي ينفّذ الشعب الإسرائيلي هذا الأمر الإلهي، لذلك نطلب منكم مغادرة أرض إسرائيل».
(الأخبار، أ ف ب)