ضهر العين ــ فريد بو فرنسيسمساء أول من أمس، سلّم المسؤول القواتي حنا البرساوي نفسه للقضاء، وهو المشتبه فيه بجريمة قتل الشقيقين طوني ونايف صالح.
أمس، كان المشهد أسود داخل قاعة كنيسة مار يوسف في ضهر العين ـــــ الكورة. هدوء وصمت مطبقان يقطعهما من حين إلى آخر صراخ والدة الشابين الراحلين، قائلة: «ولادي عاقلين وما بيعتدو على حدا. ليس لهم مشاكل مع أحد، لماذا قتلوا بهذه الطريقة العنيفة والبشعة؟»، تقول حوا صالح والدة الضحيتين طوني ونايف صالح.
الفاعل لم ينفذ جريمته دفاعاً عن النفس، بل بدافع القتل
لا يعني للوالدة شيئاً تسليم «المشتبه فيه» بقتل ولديها نفسه للقوى الأمنية، لأن «ولادي مش رح يرجعوا، الله يسامحه ويصطفل فيه». جاك صالح، شقيق الضحيتين، تحدث إلى «الأخبار»، فقال إن تسليم المشتبه فيه «خطوة إيجابية، لكنها غير كافية، لأنها جريمة حصلت عن سابق إصرار وتصميم». ودعا جاك الجميع إلى الوقوف ضد «الفاعل وعائلته، لأنه لم ينفذ جريمته دفاعاً عن النفس، بل بدافع القتل»، مطالباً الذين سلّموه بأن «يدّعوا هم أيضاً عليه، إذا أرادوا فعلاً دعم الدولة وقيامها، والقانون الذي يجب أن يأخذ مجراه ونكون جميعاً تحت راية الرئيس سليمان ووزير الداخلية زياد بارود، الذي وعدنا بأن يكون إلى جانبنا». لا يرى جاك أن «الجريمة سياسية»، لكنه يردف قائلاً: «الفاعل هو مسؤول القوات اللبنانية في المنطقة، وقد تبنته القوات اللبنانية. من جهتنا، تربطنا بالوزير سليمان فرنجية علاقة عمرها سنون طويلة، وهو الذي وقف إلى جانبنا منذ أكثر من 20 عاماً بكل مشاكلنا وهمومنا، ونشكره على وقوفه إلى جانبنا».
وعن ما قاله البطريرك صفير في الجريمة بأنها «خطيئة كبرى»، قال شقيق الضحيتين: «هي جريمة كبرى لا تغتفر، فالخطيئة قد تغتفر، أما الجريمة فلا، ولا شيء يمكن أن يغفرها حتى سيدنا البطريرك، ويجب أن يطالب هو بمحاكمة المجرم، ونحن نشكره على إرساله وفداً لتعزيتنا، لكن نطلب منه أن يكون أشد حزماً حتى يطبق القانون على الجميع، وأن نخرج من منطق الأحزاب والميليشيات والسلاح».