Strong>هل لديك نفايات إلكترونية في المنزل؟ مُن يُجب بـ«نعم» عن هذا السؤال، فعليه أن يبادر إلى تصفح موقع www.ecycle-me.org والبحث عن أقرب نقطة تجميع لهذه النفايات للتخلص منهامن منا لا يخزن نفايات إلكترونية وكهربائية في منزله، من أجهزة الكومبيوتر، إلى معدات الصوت والفيديو والتلفاز وأجهزة الخلوي التي أصبحت نفايات بسبب التطور التكنولوجي غير المسبوق، الذي لا يمكن عزله عن النمط الاستهلاكي المفرط الذي تغذيه الشركات التي لا تهدف إلا إلى الربح السريع، ودائماً على حساب جيوبنا وقدرتنا الشرائية، وعلى حساب صحتنا وبيئتنا أيضاً.
الموضوع نوقش أمس في ورشة عمل إقليمية دعت إليها جمعية «بيئتنا»، ناقشت مخاطر النفايات الإلكترونية وسبل الإدارة السليمة لها. ويشارك في الورشة التي تستمر ثلاثة أيام وفود من الأردن ومصر والكويت، تمثّل وزارات وجهات رسمية، إضافة إلى جمعيات أهلية عربية ولبنانية.
رئيس جمعية «بيئتنا» مارون شرباتي لفت إلى أن الورشة تأتي ضمن مشروع «إعادة تدوير النفايات الإلكترونية والبطاريات المنزلية من أجل بيئة أفضل»، وهو مشروع يهدف إلى نشر الوعي على مخاطر النفايات الإلكترونية التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة ومميتة، وسبل الإدارة السليمة لهذه النفايات، وأهمية إعادة تدويرها. وقد استهدف المشروع ٤٠٠ مدرسة موزعة على كل الأراضي اللبنانية والأردنية، بالإضافة إلى ٦٠ نقطة لجمع النفايات الإلكترونية. ويمكن من يرغب في الحصول على قائمة أسماء وأرقام نقاط التجميع مراجعة موقع الجمعية www.ecycle-me.org
وتقوم فكرة المشروع على إرسال المستهلكين أجهزة الكومبيوتر وغيرها من النفايات الإلكترونية إلى مراكز التجميع، حيث تُفَكَّك بطريقة سليمة، وتُقسَّم كل وحدة إلى مواد أساسية كالبلاستيك والمعادن الثقيلة والزجاج. وهذه المواد بدورها تخضع للفرز وترسل إلى إعادة التدوير في مختلف قطاعات الصناعة. وتحتوي النفايات الإلكترونية على أكثر من ألف مادة سامة تضر بالإنسان والبيئة، مثل المذيبات المكلورة والبوليفينيل كلورايد والمعادن الثقيلة والمواد البلاستيكية والغازات. وينتج من تسرب هذه المواد العديد من أمراض القلب والسرطان والسكري وهشاشة العظام وتهيّج الجلد وتلف الكبد والكلى والدماغ، مروراً بالتهاب الحلق والرئتين.
بدورها، لفتت سناء السيروان التي مثلت وزير البيئة محمد رحال إلى أن الوزارة لا تزال تفتقر إلى مسح دقيق للنفايات الإلكترونية في لبنان، وأن الخطة التي وضعتها الوزارة وتعمل على تطبيقها في السنوات الثلاث المقبلة تتضمن بنوداً تتعلق بإدارة النفايات الخطرة، ومن ضمنها النفايات الإلكترونية. وأكدت سيروان أن الوزارة لا تزال تخزّن في مستودعاتها كمية كبيرة من الحواسيب المنتهية الصلاحية، من دون أن تجد سبيلاً للتخلص منها.
الوزارة لا تزال تخزّن في مستودعاتها كمية كبيرة من الحواسيب
ولفتت سيروان إلى أن التعاطي مع هذا النوع من النفايات يجب أن يبدأ من فكرة التخفيف من إنتاجها عبر عدم الانصياع للدعيات التجارية التي تحفز على الاستهلاك غير الواعي، إضافة إلى ضرورة ألّا نرمي الإلكترونيات التي لم نعد نستخدمها، بل التفكير بوسيلة لتقديمها إلى فئات محتاجة إليها، وصولاً إلى إقرار خطة شاملة تعمد إلى فرز هذه النفايات من المصدر والتخلص منها بطريقة سليمة بعد الاستفادة من جميع المواد التي يمكن أن يعاد تدويرها.
المهندس بكر عبادي تحدث عن تجربة بلدية عمّان في إدارة النفايات الإلكترونية بالتعاون مع القطاع الخاص. ولفت عبادي إلى أن إدارة النفايات الصلبة في الأردن تعتمد على الطمر، وأن المطمر الأول الذي استخدم في عمّان قد أُقفل وجرى الانتقال إلى مطمر ثانٍ، حيث يُستَفاد حالياً من غاز الميثان المنبعث من المطمر لتوليد الطاقة الكهربائية. بدوره قدم ممثل وزارة البيئة المصرية المهندس طارق الروبي مداخلة ركزت على التجربة المصرية في إدارة النفايات الإلكترونية. ولفت الروبي إلى أن وزارة البيئة في مصر أطلقت على عام ٢٠١٠ تسمية عام المخلفات، بهدف وضع استراتيجيات للتخلص من المخلفات الخطرة والحد من استخدام أكياس البلاستيك.
وتضمنت جلسة الافتتاح مداخلات لممثل شركة مايكروسوفت علي حركة، ورئيس جمعية الخط الأخضر الكويتية خالد الهاجري التي تنشط منذ عام ٢٠٠٠ في سبيل تفعيل الوعي على الإدارة السليمة للنفايات الصلبة وغيرها من القضايا البيئية في الكويت.
ب. ق