تلقى عدد من سكّان الضاحية الجنوبية خلال الأيام الأخيرة اتصالات هاتفية من أرقام مجهولة «Private number»، يسأل فيها المتصل عمّا إذا كان متلقي الاتصال يعرف أحداً من الذين شاركوا في حرب تموز عام 2006، وأماكن سكنهم وتفاصيل أخرى.اتصالات إسرائيل «التجسسية» بمواطنين لبنانيين ليست أمراً جديداً، لكن الجديد يتمثل في أن المتحدث ليس «المجيب الآلي» الذي كان خلال السنوات الماضية، وما زال، يغري الناس بمبلغ 10 ملايين دولار أميركي في حال تقديم معلومات «صحيحة» عن جنود إسرائيليين مفقودين في لبنان. إذاً، إن الاتصالات الجديدة يتولى الحديث فيها شخص «حقيقي»، ويسأل عن هويات المقاومين وأماكن سكنهم.
قبل 3 أيام، تلقّت السيدة ليلى، المقيمة في منطقة برج البراجنة، اتصالاً هاتفياً سألها فيه المتصل عمّا إذا كانت تعرف «أحد أفراد حزب الله من الذين شاركوا في حرب تموز عام 2006، وما إذا كان أحدهم جاراً لها أو يسكن في الجوار». تقول السيدة الأربعينية: فوجئت بهذا الاتصال المريب، وقد علمت أن المتصل إسرائيلي وكان يتكلم بلغة عربية «مكسّرة». وذكرت السيدة ليلى أن المتصل ذكر لها رقم هاتف دولي يبدأ بـ 44، ودعاها إلى الاتصال عليه إذا قررت التواصل معهم لإفادتهم بالمعلومات التي يريدونها، وأنه أغراها بالمال محدداً مبلغاً بالدولار الأميركي.
أما في ما خصّ اتصالات «المجيب الآلي» الإسرائيلي، فقد تلقت «الأخبار» قبل أيام عدداً من شكاوى المواطنين الذين تلقوا اتصالات مسجّلة، ويقول فيها بصوت عربي: «معكم دولة إسرائيل، أنتم بأمان، يمكنكم كسب مبلغ 10 ملايين دولار أميركي إذا كان لديكم معلومات صحيحة عن الطيار رون أراد أو الجنود المفقودين في معركة السلطان يعقوب»، قبل أن يختم المتصل الآلي بذكر رقم هاتف دولي وعنوان موقع إلكتروني على الإنترنت لمن يرغب في «المساعدة». كذلك تلقى ضباط قوى الأمن اتصالات مماثلة على الهاتف «الرباعي» (خاص بضباط قوى الأمن).
تجدر الإشارة إلى أن موقع «الوكالة الوطنية للإعلام» كان قد تعرض نهاية الشهر الماضي لعملية قرصنة، حيث عُرضت مكافأة مالية مقابل معلومات عن جنود إسرائيليين مفقودين في لبنان.
م. ن.