زينب صالح يتجه العدد الأكبر من طلاب بلدة عيتا الشعب (بنت جبيل)، نحو الدراسة المهنية. يرون في ذلك توفيراً للوقت والمال، بسبب ضيق الوضع الاقتصادي. في ظل غياب مدرسة فنية في القرية، يضطر الطلاب إلى النزوح تجاه المدن كصور وبيروت، أو إلى الالتحاق بمهنيتي بنت جبيل ورميش، طلباً للعلم. هكذا، أظهرت دراسة قامت بها بلدية عيتا الشعب، بالتنسيق مع شعبة حركة أمل في المنطقة، أن طلاب عيتا الشعب يقطعون نحو 18 كلم يومياً للوصول إلى مهنياتهم، بينما يقطع طلاب القرى المجاورة أكثر من 25 كلم. يعيق هذا الأمر التحاق الكثير من الشباب بالمدارس الفنية بسبب عدم قدرتهم على تأمين أجر النقليات. كما أظهرت الدراسة أن 41 أستاذاً مجازاً في مجال التعليم المهني والتقني، من عيتا والقرى المجاورة، يتوزعون على مهنيتي بنت جبيل ورميش ومهنيات المدن، فضلاً عن وجود العديد من شباب القرى المجازين.
وضعت هذه الأسباب على طاولة البحث أثناء اجتماع فعاليات تربوية واجتماعية من القرية مع مدير مكتب الرئيس نبيه بري، العميد محمد سرور، الذي رحّب بفكرة إنشاء المدرسة الفنية الرسمية. فتقدمت بلدية عيتا الشعب، بطلب إنشاء المدرسة الفنية، من مديرية التعليم التقني والمهني، التي وافقت على المشروع، وأرسلته إلى وزارة التربية والتعليم العالي، التي أصدرت الرخصة، وهي في صدد إصدار مباشرة التدريس. وفي هذا الإطار، يقول سليم نصار، الناشط في المجال التربوي، وأحد المشرفين على المشروع إن هذا «لا يحمل طابعاً سياسياً»، مستدركاً: «فكرته جاءت قبل الانتخابات بأشهر».
ينتظر الطلاب وأهالي القرية صدور القرار بفارغ الصبر. أما عن الاختصاصات التي ستشملها المدرسة، فستحدد بعد تعيين المدير، والحصول على مباشرة التدريس، وذلك عبر دراسة ميدانية للاختصاصات المطلوبة من الطلاب. وبخصوص التجهيزات، ستتكفل الوزارة بتجهيز الطابقين الشاغرين في المدرسة الرسمية الأولى في البلدة، على أمل شراء أرض وبناء مبنى خاص للمدرسة الفنية لاحقاً.