عاملو بعدل بعاملك من قلبو»، هو عنوان حملة حماية حقوق العامل الأجنبي التي نظمتها «كاريتاس لبنان» بالاشتراك مع «كاريتاس لوكسمبورغ»، برعاية وزير العمل بطرس حرب، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي
زينب زعيتر
كشف وزير العمل بطرس حرب عن إنشاء مكتب للشكاوى المقدّمة من العمال الأجانب في لبنان، وقال إن المكتب سيبدأ عمله قريباً، وسيصار إلى تقديم الشكوى عبر الخط الساخن الذي يحصل عليه كل عامل أجنبي في لبنان. كلام حرب جاء خلال إطلاق الحملة في مقر الإدارة المركزية في سن الفيل أمس، وفي إطار المرحلة الثانية ضمن الحملة الإعلامية التي يطلقها مركز الأجانب في كاريتاس لتوعية اللبنانيين على إشكالية حماية حقوق العمال الأجانب.
تهدف الحملة إلى نشر الوعي على المستوى الوطني لإيقاف الانتهاكات التي تطال حقوق العمّال المهاجرين.
في بداية اللقاء كانت كلمة رئيس لجنة كاريتاس لبنان مركز الأجانب كمال سيوفي الذي أكّد أنّ حملة توعية المواطن على حقوق العمّال عام 2007 حققت نتائج مشجّعة، ولمست كاريتاس ذلك من خلال دراسة كمية جرت عام 2008 برز من خلالها انخفاض بعض التصرفات العدائية لدى أرباب العمل تجاه عمالهم. كما حث سيوفي الحكومة على عدم التأخر في اتخاذ القرارات المتعلقة بتعديل قانون العمل وتأمين مساحة لبناء نظارة توقيف بدلاً من نظارة الأمن العام.
اعتبر حرب أنّ حقوق العمّال الأجانب تتعرض للكثير من الانتهاكات من اللبنانيين، ولكن هذا لا يلغي أنّ عدداً من هؤلاء العمال الأجانب يقومون بتصرفات سيئة وغير قانونية، قد يكون أولها الدخول بطريقة غير مشروعة إلى لبنان، والعمل دون الحصول على عقد. في هذا الإطار، أكّد الوزير حرب على «ضرورة إيجاد عملية تثقيف مستمرة عن حقوق العمال، ووضع قيود تسمح باحترام حقوق العامل ومحاربة المخالفات، فعندما تُهّز قيم المساواة وحقوق الإنسان، سيسقط لبنان».
تحدث وزير العمل أيضاً عن إنجازات وزارة العمل في إطار حماية حقوق العمال «قريباً، سيصدّق قانون العمل اللبناني على كل الاتفاقيات التي أقرتها منظمة العمل الدولية، فيصبح لبنان في مصاف الدول التي تحترم حقوق العامل الأجنبي»، وتابع حرب «وزارة العمل قررت تفعيل عقود العمل الموحّدة، وبالتالي إيجاد تنظيم للعلاقة بين العامل وأصحاب العمل تحت إشراف وزارة العمل وتحت قيود الشروط التي وضعتها الوزارة وتنظر في حقوق العمّال».
أكد وزير العمل في كلمته «فتحت ملف دراسة كيفية دخول العمال إلى لبنان، ومن يدخل بطريقة غير شرعية فلن يحصل على فرصة للعمل في لبنان أبداً. الوضع القانوني في حاجة إلى إعادة النظر، فالكثير من العقوبات يجب أن تتعدل، وعلى الدولة أن تتعاون في هذا الإطار مع المنظمات غير الحكومية وإشراك كل الوزارات في هذا العمل».
كانت كلمة لرئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب سيمون فضوّل تحدث فيها عن مبادئ عمل كاريتاس التي تدعو إلى العمل الجدّي من أجل حماية حقوق العمال في لبنان.
وتطرّق ممثل بعثة الاتحاد الأوروبي السفير باتريك لوران إلى غياب الحماية التشريعية للعاملات في المنازل، «تُعتبر الحماية التشريعية للعاملات داخل المنازل غير كافية، ذلك أنّ العمّال في الخدمة المنزلية مستثنون من أحكام قانون العمل الذي كان ليمنحهم حماية ضرورية». إذ أثنى لوران على عمل إحدى اللجان داخل وزارة العمل على إعداد قانون عام ينظّم عمل المهاجرين في لبنان، اعتبر «أنّ الطريق ما زال طويلاً ويتعين بذل الكثير من الجهود لتعزيز الإطار التشريعي وتفتيش العمل».


رسالتان إلى مجلس الوزراء