زغرتا ــ فريد بو فرنسيسبلغت الحماسة ذروتها في منطقة زغرتا، فالمعركة هذه المرة ليست انتخابية فحسب، إذ انضم المونديال أخيراً إلى لائحة التنافس. هكذا، اختلطت صور المرشحين للبلدية والمخترة مع صور الدول المشاركة في مباريات كأس العالم لكرة القدم وأعلامها. أتت كأس العالم لتزيد الحماسة والحماوة في آنٍ واحد، كل واحدٍ من أبناء المنطقة يرفع صورة مرشّحه من دون أن ينسى صورة فريقه الرياضي المفضّل أو علم الدولة التي يشجع فريقها. اختلطت البلدية بالمونديال على شرفات المنازل. حتى إن أعلام المونديال كانت أكثر حضوراً من صور المرشحين في بعض الشوارع، إذ لا يكاد يخلو محل من الأعلام، ولا تمر سيارة من دون علم مرفوع عليها. كذلك الأمر على جدران البنايات. حتى البيوت باتت تشهد «معارك» حبيّة و«تزريكاً» بين الجيران المتخاصمين رياضياً. أمام أحد المباني في منطقة السويدات، حاول شربل البيسري إقناع جاره رامي صليبا بنزع علم منتخب ألمانيا من على واجهة البناية التي يقطنانها ووضع علمٍ صغير على شرفة منزله، لأنّ «البناية مش إلنا وحدنا، وكل واحد بيشجّع فريقه على مدخل بيته». على ما يبدو فإنّ هذه الظاهرة مستمرة بوتيرة تصاعدية، فيوماً بعد يوم ينبت علم في إحدى الزوايا. وقد تصدّرت جميع لوازم الحدث الرياضي معظم واجهات المحالّ التجارية: أكواب وقبّعات وأعلام بأحجام كبيرة وصغيرة جاهزة «غب الطلب» وصور وبوسترات. وعلى مفارق الطرق، انتشر الباعة الجوّالون حاملين أعلام الدول المشاركة في المونديال. كان اللافت فيها أنها لم تقتصر على أعلام الدول الغربية، فقد كان للدول العربية حضور، ولو خجولاً بين هذه الزحمة.
ويقول أحد الباعة، إنه يضعها «تعبيراً عن التضامن والتعاطف مع هذه الدول (لا أكثر ولا أقل)». أما الزغرتاويّون، فينتظرون بفارغ الصبر حزيران المقبل لتشجيع فرقهم، بعد أن يمر قطوع الانتخابات. ومواكبةً لهذا الحدث، وضعت بعض المطاعم والمقاهي والمنتجعات، شاشات تلفزيونية لعرض مباريات كرة القدم. رياضة وسياسة في آنٍ واحد. لكن، ثمة أرجحية للرياضة على ما عداها، فهنا يعبّر المواطن بحُريّة مطلقة ويجاهر علناً بالفريق الذي يؤيده، على عكس ما يحصل في الانتخابات، حيث معظم الناس لا يقولون رأيهم الصريح إلّا خلف «الستارة».