زحلة ــ نقولا أبو رجيلييحار السائقون من قاصدي مدينة زحلة، كيف سيقطعون مسافة نحو 3 كلم من الطريق التي تربط المدينة بقرى شرق زحلة، في أي حفرة ستصطدم إطارات آلياتهم، فمياه الصرف الصحي لمدينة زحلة «تنبع» من فتحات قنواتها بسبب انسدادها، والمياه الآسنة تغمر الطريق، فضلاً عن الروائح الكريهة التي تنبعث من البرك والخنادق المحيطة بهذا المسلك منذ عشرات السنين، إلى درجة أن المحلة هناك أصبح اسمها... كوع الريحة! آخر ضحايا هذه الحفر الأب إلياس سابا، خوري رعيّة بلدة كفرزبد، الذي روى ما حصل معه عصر الأحد الفائت، عندما اصطدم إطار سيارته بحفرة عميقة تقع وسط الطريق، وانحرفت لتستقر في الخندق المجاور، حصل ذلك بالقرب من «كوع الريحة».
«العزّة الإلهية أنقذتني»، يقول الأب سابا بعد خروجه من سيارته البويك من الباب المقابل لمقعد السائق، يضيف: «الحادث يحصل بلمح البصر، لم أر نفسي إلا والسيارة منقلبة على جانبها الأيسر». جمع من العابرين تعاونوا على رفع السيارة، في وقت طمأن فيه الأب الجميع إلى أنه لم يتعرض لأذى، وتوجّه إلى السماء متضرّعاً أن يلهم «الله المسؤولين في البلد للتطلّع بأحوال الناس». هنا يتدخل أحد المواطنين ليطمئنه إلى أنه ليس «الوحيد يا أبونا الذي يقع ضحية الإهمال، فهذه الحوادث تتكرر بشكل شبه يومي»، ممازحاً الخوري بالقول: «عوضك على الله وتكاليف تصليح سيارتك بتدفعها الرعيّة».

مسؤوليّة تأهيل الطريق وفتح قنوات المياه تقع على عاتق وزارة الأشغال
منير الخطيب، وهو صاحب حافلة لنقل الركاب إلى المدينة من بلدات شرق زحلة التي تمتد من بلدة الفاعور جنوباً الى رعيت شمالاً، مروراً ببلدات الفاعور وكفرزبد وعين كفرزبد وقوسايا ودير الغزال، شكا من تدهور حال هذه الطريق، فالوقت الذي يهدره لقطع الوصلة تلك بحافلته، يوازي المدة التي يستغرقها لقطع مسافة نحو 15 كلم، وهي المسافة المحددة لخط سير حافلته عبر القرى المذكورة آنفاً، «هذا عدا عن تذمر الركاب الذين يتأخرون صباحاً في الوصول الى مراكز عملهم» يقول الخطيب.
«يبدو أن الحل سيطول لما بعد الانتخابات البلدية»، هذا ما يجمع عليه أصحاب المحال على جانبي هذه الطريق. صاحب سيارة أجرة عبّر عن رأيه بغضب: «مش مهم اسمي، الظاهر أن بلدية زحلة لا تعنيها أرواح الناس، حالياً مركزين على من سيربح كرسي رئاسة البلدية، وآخر همّهم تأهيل الطرقات ورفع الضرر البيئي الذي تسببه مياه المجارير»، يسانده أحد الركاب قائلاً بتهكّم: «كل هالحكي ما بينفع، لا حياة لمن تنادي».
من جهته، أشار رئيس بلدية زحلة، أسعد زغيب، إلى أن مسؤولية تأهيل هذه الطريق وفتح قنوات المياه، تقع على عاتق وزارة الأشغال، واعداً بـ«ترقيع» الحفر، خلال الأيام المقبلة، وإزالة الأوساخ من المجاري، على نفقة البلديّة.