كفررمان ــ كامل جابرقرّرت بلدية كفررمان تنظيم عملية تعبئة المياه من نبع «الميذنة» الواقع عند التخوم الشمالية الشرقية للسهل الذي يحمل اسمها، لقاء بدل يغطي تكلفة المولّد والمحروقات وأجرة الموظف الذي سيشرف على العملية.
قرار لم يرق لبعض الأهالي الذين تقدّموا بشكوى ضد البلدية، ومنهم علي ظاهر الذي رأى أن البلدية «وضعت يدها على النبع وتستوفي رسوماً من دون وجه حق». وجاء في حيثيات الدعوى أنه «منذ زمن بعيد تعود المنفعة من هذا النبع إلى أهالي كفررمان من دون أيّ اعتراض من أحد، لكن بلدية كفررمان عمدت أخيراً إلى وضع يدها عليه وفرضت على كل مواطن يستفيد من مياهه مبلغاً من المال». وطالبت الشكوى «بتدخل القضاء لحماية حق المواطن من كلّ اعتداء على حقوقه الثابتة بمياه النبع».
رئيس بلدية كفررمان، كمال غبريس، يرفض الشكوى، ويدافع عن الإجراءات المتخذة عند النبع بوصفها «حضارية». غبريس يوضح أن الأهالي يعتمدون على الجرّارات لإحضار المياه من النبع «وأنا واحد ممن يشتري يومياً نقلتين». ويشير إلى أن الجرارات التي تنتشر حول النبع، «باتت تمثّل حالاً من الفوضى، ويختلف السائقون من يبدأ أولاً بتعبئة المياه. كلّ ما فعلناه أننا دعونا إلى تنظيم الأمر وقلنا: نركّب مضخة من النبع مباشرة، بواسطة أنبوب، وخصوصاً أن المياه كانت تنبع من مكان وتعبّأ من مكان آخر يبعد نحو مئة متر، وعلى امتداد هذه المسافة ينتشر الناس عادة ويرمون الفضلات، ما يعني أننا كنا نستخدم مياهاً مليئة بالأوساخ والبقايا». ويؤكد أن «المضخة تستطيع أن تملأ الخزان بنحو ثلاث دقائق، وصار بإمكان مستخدم المياه أن يشرب منها، لأنها مأخوذة مباشرة من رأس النبع».
وعن التكاليف يوضح غبريس أن البلدية اشترت المولّد بنحو ثمانية آلاف دولار أميركي، ومع المضخة والتمديدات تكلّفنا نحو 15 ألف دولار أميركي. نحن لا نريد أن نبيع مياهاً، وضعنا ثلاثة آلاف ليرة لبنانية أجرة تعبئة الخزان، لتغطي مصاريف المولد ومادة المازوت والموظف الذي ينظّم الأمر».
غبريس يلفت إلى أن هذا القرار صدر عن المجلس البلدي «ومحافظ النبطية على دراية بالأمر. نحن لا نقوم بعمل مخالف للأنظمة، ولم نخلق شيئاً لم يكن موجوداً سابقاً. المياه يستخدمها أبناء كفررمان وقرى الجوار منذ زمن، كلّ ما قمنا به تنظيم هذا الأمر، حتى تصل المياه نظيفة إلى البيوت».
وعن الشكوى المقدّمة من الأهالي والمشادات التي حصلت قرب النبع، يقول «إن الحاج علي خليل ظاهر لم يعجبه ما قمنا به، فوقف قرب النبع وأراد افتعال مشكلة، أرسلنا شرطي البلدية ولم يستجب لأوامره، فاضطررنا إلى طلب معونة قوى الأمن الداخلي حتى غادر المكان، وبعدها عاد ابنه وتقدم بشكوى ضد البلدية».
تؤكد بلدية كفررمان، على لسان رئيسها، أن ثمة أزمة مياه فعلية في كفررمان «ونحن نريد معالجتها جدياً. فالمرتفعات في البلدة لا تصل إليها المياه، هناك من يفتح العيارات في كفررمان، وهذه حقيقة لمسناها عندما حفرنا الطرق، لتعبيدها، فاكتشفنا أن نحو عشرين قسطلاً (أنبوباً) بسماكة إنش واحد، ممدودة خارج إطار العيارات، وتستخدم من دون وجه حق».
يريد القيّمون على بلدية كفررمان «أن نأكل عنباً لا أن نقتل الناطور». المشكلة ليست جديدة، بل هي بدأت قبل أن تأتي إلى البلدية الجديدة بنحو ثلاث سنوات. اجتُرح حلّ مؤقت يقضي بتزويد البلدة بالمياه بكمية ضخ معقولة لمدة يومين، وصارت يومها تشرب الأحياء والبيوت المرتفعة مثلها مثل البيوت الواقعة في الأماكن المنخفضة. وتضع البلدية اليوم دراسات عن كيفية الاستفادة من مياه نبع «شقحة» الواقع عند التخوم الشرقية الوسطى لسهل الميذنة، وخصوصاً أن مياه النبع مطمورة وتنفذ من خمسة أماكن منخفضة قرب الجرمق. وتقضي الدراسة بضخ مياه النبع إلى خزانات ستنشئها البلدية على جبل الطهرة المطلّ على كفررمان، «فمع ما تصل إليها من مياه نبع الطاسة، تصبح كافية لحل أزمة المياه في البلدة».