عند مدخل قاعة عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت ملصق ضخم لفتاة تشبه صورة العارضة التي تستخدمها إحدى أشهر شركات التبغ العالمية لتسويق منتجاتها. الفرق بين الصورتين أن منظمة الصحة عمدت إلى إظهار شفتي الفتاة وقد أصابهما ورم سرطاني، غالباً ما يصيب شفاه المدخنات والمدخنين في عمر مبكر.مناسبة وضع الملصقات، ندوة عن مسألة تسويق التبغ للنساء، بمبادرة من مركز البحوث السكانية والصحية ومجموعة الباحثين للحد من التدخين، في كلية العلوم الصحية في الجامعة. عُقدت الندوة برعاية السيدة منى الهراوي وحضورها، وبمشاركة أكثر من أربعين جمعية ناشطة في مجال مكافحة التبغ. وبالرغم من الضغط الذي تقوم به الجمعيات الأهلية، لا يزال مشروع قانون الحد من التدخين عالقاً في اللجان الفرعية لمجلس النواب منذ عام 2004، وقد كانت الندوة مناسبة للتوقيع على عريضة دعم للتصديق على القانون بمبادرة من «جمعية حياة حرة بلا تدخين» وبالتعاون مع فريق في الجامعة الأميركية، ورابطة إندي آكت.
تسعى الشركات إلى نشر الاعتقاد بأن التدخين من علامات التحرر
مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، د. جورج سعادة، شدد على خطورة ظاهرة النرجيلة المنتشرة إلى حد كبير بين النساء في لبنان التي أصبحت أحد الانماط الاجتماعية. ولفت إلى أن معدلات تدخين النرجيلة في لبنان شبه متساوية لدى النساء والرجال.
وفي عام 2010 اتخذت منظمة الصحة في اليوم العالمي لمكافحة التدخين شعار «احموا النساء من دخان السجائر وإعلاناتها». وبحسب إحصاءات وزارة الصحة العامة، فإن سرطان الرئة هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء بعد سرطان الثدي.
ثم تكلمت الهراوي، فقالت إن شركات التبغ رسمت في الأذهان صورة الرجل الرياضي القوي الذي يتذوق السيجارة على ظهر الحصان، والآن ترسم صورة الفتيات العصريات الجميلات اللواتي يتعاطين التدخين في الجلسات الحميمة والأماكن العامة لنشر الاعتقاد بأن التدخين من علامات التحرر. ونبّهت إلى أن شركات الإعلانات لتسويق التبغ قد تصل إلى استهداف الأولاد، وأن مبالغ طائلة تُصرف لتحويل المدخنين المراهقين والمدخنات الهواة إلى محترفين. وفي ختام الندوة تحدثت د. ريما نقاش، منسّقة مجموعة الباحثين للحد من التدخين، عن الأثر الضار، فقالت إن أضرار التدخين هي على الصحة الإنجابية وعلى المولود. واقترحت أن يتركز عمل الناشطين وقوى الضغط في التصدي لما تقوم به شركات التبغ من استهداف للمرأة، عبر العمل على رفع مستوى وعي المجتمع لهذه الممارسات من خلال الدعاية المضادة التي تكشف الأكاذيب وتظهر الحقائق، وعبر إحباط هذه المحاولات من خلال المطالبة بفرض حظر كامل على الدعاية والإعلان.
ب. ق.