سعدنايل ـــ عفيف ديابلم تنته بعد قضية اعتداء عناصر من قوى الأمن الداخلي على نسوة وصحافيين في سعدنايل يوم السبت الماضي. فالقضية التي أخذت أبعاداً سياسية وإعلامية وقانونية وعسكرية ودخل على خطها وزير الداخلية زياد بارود ويتابعها بكل تفاصيلها، تطورت أمس مع إقدام القضاء المختص على اتخاذ «تدبير مسلكي» بحق أحد العناصر (هـ. ص.) بعد الاستماع الى إفادته في مفرزة استقصاء زحلة ووضعه في التوقيف الفوري وترك بقية العناصر بسندات إقامة، فيما لم ترشح معلومات عن التحقيق مع أحد الضباط وما إذا جرى الاستماع الى إفادته في البقاع أو سيجري الاستماع إليها لاحقاً، ولا سيما أنه من فئة الضباط القادة، إذ إن التحقيق معه سيأخذ طابع السرية.
وقالت معلومات لـ«الأخبار» إن وزير الداخلية زياد بارود «يصر على السير بهذا الملف ومحاسبة جميع الضالعين في مخالفة القانون والاعتداء على نسوة وصحافيين». وأوضحت أن بارود «لن يتهاون في هذه القضية التي تضع سمعة قوى الأمن الداخلي في دائرة التشكيك جرّاء مخالفات يرتكبها عناصر مكلّفون بمهمات أو بمؤازرة القضاء في تنفيذ أحكامه وقراراته»، كاشفة أن قيادة قوى الأمن الداخلي «تعيش في حالة طوارئ» وأنها تجري تحقيقات بعيدة عن الأضواء لمعرفة كامل الحقيقة في أسباب إقدام عناصر من فصيلة درك شتورة على الاعتداء على نسوة وصحافيين خلال تنفيذ مهمة مؤازرة لمأمور دائرة التنفيذ في قصر عدل زحلة لإخلاء مسكن بعد قرار قضائي. وكشف مصدر أمني متابع أن عناصر الدورية «اضطروا الى الدفاع عن أنفسهم بعدما تعرضوا للرشق بالحجارة ومحاولة منعهم من تنفيذ مهمتهم». وأضاف المصدر «لكن ما جرى لا يمكن تبريره، وسنتخذ العقوبات القانونية بحق كل عنصر مخالف. فكرامة

ضربني وشتمني وأطفأ سيجارته في خدّي، ما سبّب لي تشوّهاً
الناس من كرامة قوى الأمن الداخلي، ونحن من هؤلاء الناس ولحمايتهم وفق القوانين المرعية الإجراء». وتابع «لا يمكن اجتزاء الموضوع. فالمسؤولية عن الخطأ قد تكون مشتركة».
اعتداء عناصر من قوى الأمن الداخلي على نسوة في سعدنايل ونقل السيدة رباح الكردي الى المستشفى الحكومي في زحلة لتلقي العلاج إثر تعرضها للضرب من أحد العناصر، تواصلت ردود الفعل الشعبية «السلبية» عليه في البلدة التي نفذت اعتصاماً مساء أول من أمس استنكاراً وشجباً لما تعرض له نسوة من إهانات لكرامتهنّ وتعرضهنّ للضرب. وقالت علا الكردي إنها تعرضت للضرب من أحد العناصر لحظة وجودها في المكان، و«قد ضربني وشتمني وأطفأ سيجارته في خدي، ما سبّب لي تشوّهاً». وأضافت «لم أكن أعتقد أن إخلاء شقة سيؤدي الى هذا الأمر. وأكثر ما يؤسفني هو مشاهدتي لرباح الكردي وهي تُجرّ من شعرها وثيابها ممزقة وتتعرض للضرب، وها هي لم تزل في المستشفى تتلقى العلاج، وقد حصلت على تقرير من طبيب شرعي يثبت تعرضها للضرب». وقالت دنيا الكردي الدانماركية من أصل لبناني إنها تعرضت لصفعة قوية من أحد رجال قوى الأمن الداخلي و«سأبلغ سفارة بلادي بما جرى معي والإهانة التي تعرضت لها من قبل عناصر الدرك». وتابعت «سأعمل مع بقية النسوة على التقدم بشكوى قانونية ضد العناصر والاعتداء علينا».