إحياء الذكرى التاسعة والعشرين لاختفاء عبد الله عليان
هي المرة الأولى التي يجتمع فيها الناس على نية عبد الله عليان بعد 29 عاماً على اعتقاله ثم اختفائه على أيدي الإسرائيليين وعملائهم. أمس، وقفت زوجته وأولاده الأحد عشر ومسؤول حزب الله في الجنوب نبيل قاووق والجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين في مركز باسل الأسد في مدينة صور (آمال خليل) أمام صورته بالأبيض والأسود وفي التاريخ ذاته الذي اقتيد فيه من منزله في بلدة البياضة «لأنه رفض أن يكون عميلاً». وإذا كان خوف نظمية العيسى على أولادها من بطش العملاء إذا ما رفعت الصوت عالياً للمطالبة بكشف مصير زوجها أجبرها على «تهريب» أولادها إلى الهجرة ومنعها من إثارة القضية حتى إنجاز التحرير في عام 2000، فإن حزب الله وجمهوره تنبه إلى فقدان عبد الله قبل أقل من عام بسبب تحرك عائلته عبر الإعلام لإثبات مسؤولية عملاء معينين عن اعتقاله وإخفائه. ولما كان العميل المسؤول لا يزال حياً يرزق في فلسطين المحتلة، فضلاً عن توافر وثائق الصليب الأحمر الدولي وإفادات الشهود التي تؤكد اعتقاله لأشهر في تل النحاس قبل اختفاء أثره إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، تبنى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قضية عليان قبل تسعة أشهر. وقد أشار قاووق إلى أن «قضية الأسرى أمانة أخلاقية ووطنية لا يجوز التساهل فيها». من هنا، فإن عبد الله عليان ورفاقه «هم في إطار المتابعة اليومية للمقاومة حتى كشف المصير». في المقابل، تساءل قاووق «عما تفعله الحكومة اللبنانية لهم في مقابل ضجة عواصم العالم بقضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط؟».

العدو الإسرائيلي يطلق سراح الراعي عماد عطوي

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر أمس، سراح الراعي اللبناني عماد حسن عطوي (37 عاماً ــــ الصورة)، بعدما كانت قد اختطفته ظهر أول من أمس من خراج بلدته شبعا الواقعة بين تلال السدانة وبركة النقار. وقد نقلته سيارة تابعة للقوة الدولية المعززة في الجنوب عبر معبر الناقورة الحدودي وسلمته إلى الأجهزة اللبنانية المختصة، نُقل بعدها إلى مستشفى صور الحكومي لإصابته ببعض الرضوض.
وعقب عودته، روى عطوي تفاصيل اختطافه، فقال: "كنت أرعى قطيعي على بعد حوالى 100 متر من الخط الأزرق، وفجأة انقضّ عليّ 6 جنود لا أعلم من أين اتوا، وجلسوا فوقي وربطوا يدي ورجلي وعصبوا عيني وانهالوا علي بالضرب وسحبوني مسافة 300 متر داخل الخط الأزرق، وأدخلوني إلى خيمة نصبت في المكان وانهالوا عليّ بالضرب حتى فقدت وعيي". وأشار إلى أن التحقيق معه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة تضمن أسئلة عن نوعية عمله واتهامه بالتحضير لاختطاف جنود إسرائيليين رداً على عملية إغتيال عماد مغنية، فرد قائلاً: "لا أعرف إلا قطيعي".
وقبل الإطلاق، ندد حزب الله، في بيانٍ أصدره صباح أمس، «بالجريمة الصهيونية الجديدة التي تمثلت بخطف المواطن اللبناني عماد حسن عطوي في منطقة شبعا»، مشيراً إلى «أن هذا العمل الإجرامي حلقة في سلسلة الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على لبنان واللبنانيين، التي تجري تحت سمع قوات الأمم المتحدة وبصرها، التي تعد مسؤولة عن اتخاذ إجراءات ملموسة لردع هذه الممارسات». ورأى «أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال هي اعتداء على لبنان والدولة فيه وعلى الأمن والمواطن والسيادة اللبنانية في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يقف مشلولاً وعاجزاً أمام الانتهاكات الصهيونية للحدود وللقوانين ولسيادة الدول».

حرائق بالجملة في البقاع الأوسط

شهدت منطقة البقاع الأوسط (أسامة القادري)، أمس، سلسلة حرائق تنقلت بين منطقة وأخرى. ففي بلدة المريجات، شب حريق هائل امتدت نيرانه إلى أحراج بلدة بوارج، فأتت على مساحات واسعة مزروعة بأشجار التين والكرمة والرمان، كذلك حصدت عشرات الدونمات من الأعشاب. وطالت النار أشجار الحور والصفصاف. أما في بلدة حزرتا، فقد حصدت النيران حقول القمح والأشجار المثمرة والحرجية. وكذلك الحال في سهل عميق، حيث أتت النيران على مساحات من الأراضي المزروعة قمحاً. وفي تعنايل، شبّ حريق أتى على مساحات زراعية. وما يزيد الطين بلّة أن الرياح حالت دون إكمال عناصر الدفاع المدني لعملهم، المحكموم أصلاً بعددٍ محدود من أدوات الإطفاء والآليات.