بعد مضيّ أسبوع على رسو باخرة «ناجي العلي» في مرفأ طرابلس، وبقاء مصير الباخرة الأخرى «مريم» غامضاً، تدور أسئلة كثيرة حول مصير رحلة الباخرتين إلى غزة، وهل التأخير يعود لأمور تقنيّة أم لضغوط تمارس لمنعهما؟
طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
لم يطرأ أي جديد خلال الساعات الـ48 الماضية في ما يخص باخرة «جوليا»، التي أطلق عليها تيمّناً اسم رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل «ناجي العلي»، بعد مرور أسبوع على دخولها إلى مرفأ طرابلس ورسوها في الرصيف رقم 5، تمهيداً لإبحارها نحو قطاع غزة وهي تحمل مساعدات إنسانية أمّنتها «منظمة صحافيون بلا قيود» و«حركة فلسطين حرة»، في خطوة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 3 سنوات.
هذا الهدوء اللافت في ما يخص حركة الباخرة التي رفض منظّموها إعلان موعد إبحارها «قبل إنجاز الترتيبات المتعلقة بالرحلة»، دفع مصادر معنية في مرفأ طرابلس، طلبت عدم ذكر اسمها، إلى التساؤل: «هل ألغيت الرحلة أم لا؟»، مشيرة إلى أن «المنظمين لم يبلغونا أي جديد حتى الآن، كما أن اتصالات سفارات غربية وأجنبية في بيروت بنا للاستفسار عن موعد إبحار الباخرة، وعما إذا كان أحد رعاياها على متنها، تراجعت في الساعات الماضية»، لافتة في الوقت نفسه إلى أن «الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة حول الباخرة لا تزال كما هي».
لكن أوساط المنظّمين كشفت لـ«الأخبار»، في ما يشبه تبريراً لتأخرهم في الإبحار، أن «الانتهاء من ترتيب الإجراءات المتعلقة بالرحلة كما يجب يأخذ وقتاً ليس قصيراً»، مشيرة إلى أن «هناك عملاً كثيراً نقوم به قبل الإبحار، منها ما يتعلق بتأمين شروط السلامة العامة للمشاركين في الحملة، لأننا لا نريد وضع الحكومة اللبنانية تحت مزيد من الضغط الدولي والأممي الذي تتعرض له لمنعنا من الإبحار نحو غزة».
ولفتت الأوساط إلى أن الباخرة يعمل على «تجهيزها بمعدات تقنية وإلكترونية لتسهيل عمل الصحافيين الذين سيكونون على متنها، وهو أمر يحتاج إلى وقت، وكذلك فإن تأمين المساعدات وتوضيبها يلزمهما وقت أيضاً، عدا عن تأمين أموال لا تزال تأتينا من متبرعين يرفضون كشف أسمائهم».
وإذ أوضحت أوساط المنظّمين أن «مصاريف الحملة والمشاركين فيها يتحملها المشرف على حركة فلسطين حرة رجل الأعمال الفلسطيني ياسر قشلق»، كشفت ما يخص المبالغ المتعلقة بتأمين تجهيزات الصحافيين بأنها «أموال متبرعين فضلوا إبقاء أسمائهم طيّ الكتمان، وهناك قسم كبير منهم من طرابلس ويدورون في فلك تيار المستقبل!».
وبشأن اللغط الدائر في ما يتعلق بموعد إبحار الباخرة، أشارت أوساط المنظمين إلى أنه «لم نعلن أصلاً موعداً لإبحارنا، وبالتالي لسنا ملزمين بتبرير هذا اللغط الذي لا نتحمل مسؤوليته، وأن تفاصيل الرحلة والحملة لن تعلن إلا في موعدها»، مفسرة هذا التحفظ من قبلها بأنه «عائد إلى دخولنا في مرحلة حرجة نتيجة ضغوط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية على الحكومة اللبنانية، إضافة إلى تهديد إسرائيل بالحرب على لبنان إذا سمحت للباخرة بالإقلاع، ونحن إذا كنا لا نريد توريط الحكومة في أمر كهذا، فإننا نأمل أن تبقى الحكومة صامدة في وجه الضغوط التي تمارس عليها لمنعنا».
وفي ما يخص الباخرة الأخرى المسماة «جودت»، أو «مريم» كما أطلق عليها المشرفون، والتي يفترض أن ترافق باخرة «ناجي العلي» في الرحلة، فقد أوضحت منسقة حملتها الناشطة سمر الحاج لـ«الأخبار» أن «مريم ليست وهماً ولا تفنيصة، وليس عندها أي مشكلة؛ هي موجودة في عرض البحر، وعندما تدخل المياه الإقليمية اللبنانية ستكون أوراقها عند الوزير غازي العريضي لإعطائها إذناً بالدخول إلى لبنان».
وأوضحت الحاج أن باخرة مريم «سترسو من حيث المبدأ في مرفأ طرابلس»، مؤكدة «نحن عندنا صدقيّة في هذا المجال، ولم نتعوّد أن نكذب على أحد، وتاريخنا يشهد على ذلك، ولكن نقول لهم اصبروا علينا قليلاً ولا داعي لهذا التشويش».
إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب «التحرر العربي» فيصل كرامي أمس، إطلاق سباق ماراتون في السباحة تحت شعار «يا غزة سنعبر البحر ولو شربوا البحر»، ودعماً لباخرة «ناجي العلي»، عند الساعة الخامسة من عصر غد الأحد.