وتزامن بدء فعاليات المهرجان مع تركيز بلدية صور المنتخبة وفعالياتها وأجهزتها الأمنية، لرفع الغطاء الملتبس عن الحارة وأهلها. شاع عن المنطقة أنها مساحة للحرمان والفقر المدقع. الأهل ينفون ويرون في المهرجان الثقافي فرصة لإثبات العكس. هكذا، شهد المهرجان رعاية من البلدية وإقبالاً ملحوظاً من أطفال الحارة على عرض الافتتاح الذي تضمن مسرحية الدمى التعبيرية «زازان» للمخرج نعمة نعمة ومعرضي رسم للفنانة الفرنسية ميشال آريلانو وللرسامتين الفلسطينيتين لبنى ويارا. وقد حظي هؤلاء بلقاء من الحكواتي أحمد طي وورشة رسم مع مجموعة «كهربا» وكتّاب لقصص الأطفال وحكواتيين ومسرحيات دمى هادفة. الجو مختلف عما تقوله الشائعات. فخلال الاستراحة بين العرض والآخر، تجلس أماني (12 عاماً) وإسراء (10 سنوات) ونادرة (10 سنوات) عند مدخل المكتبة المطل على الزقاق العريض في الحارة. كأنهن صاحبات المكان. يعرضن المساعدة على زوار صغار ربما يأتون للمرة الأولى. يرشدنهم إلى أنواع الكتب المتوافرة للمطالعة ودوام المكتبة وأنشطتها ونظام الإعارة. الطفلات لا يرتدن المكتبة وحسب، بل هن جارات لها أيضاً.
دعم أنشطة المكتبة ليس الحل الوحيد لتأهيل الحارة القديمة
من جهته، لفت المشرف على المكتبة، إسماعيل شرف الدين، إلى أن «دعم أنشطة المكتبة ليس الحل الوحيد لتأهيل الحارة القديمة، بل العمل على تغيير السلوك العام من خلال التدخل الاجتماعي والاقتصادي». وفي سياق منفصل، يُفترض أن يكمل المهرجان المتجوّل للكتب طريقه إلى جباع وجب جنين وعاليه وعكار والهرمل، بعدما كان في مخيم شاتيلا الأسبوع الفائت.