أحرز الأرجنتينيون هدفاً. «ولّعت». في السماء، دوّت مفرقعات. أصيب الحَمام بحالة طريفة ومحزنة من الهلع. «بسبوس»، ابن الجيران، الطفل الذي لم يتجاوز عمره السنة، استيقظ فزعاً، ليطلق نوبة بكاء هستيرية أصبحنا نعرف، بحكم العادة، أنها لن تنتهي قريباً. عام 2006، ما إن انتهت مباريات كأس العالم بمفرقعاتها الصاخبة حتى اشتعل صوت أخرى قاتلة، حرمت المواطنين من النوم شهراً إضافياً. مع إعلان وقف إطلاق النار في 13 آب 2006، نام أهل أحد المنازل ملء أعينهم للمرة الأولى «منذ شهر»، كما قالت الفتاة. «لأ» سارعت الخادمة السريلانكية للقول، مضيفة: «شهرين، واحد مونديال، وواحد بوم بوم!». في الحانة، استلطفت الجوّ، صحيح أن الزمور الذي كان في يد علي «طوشني»، إلا أنني كنت أضحك حين يطلقه. الماتش كان جميلاً. حماسة الحاضرين وحيويتهم كانت أخّاذة. بعد «اللوز اليوناني» الذي قدمه صاحب الحانة مجاملة لزبائنه، تلاه البطيخ والـ«shots»، انتهت السهرة . في الشارع، انطلقت مواكب سيارة أجبرت النائمين في بيوتهم على «التهييص» معها، علماً بأن من فاز ليس المنتخب الوطني «بعيد الشّر».منذ مدة، لم نعد نرى اللبنانيين متحمسين لقضية ومهتمين بها بهذا الشكل، منذ أن انتهت مرحلة «التظاهرات المليونية» ولم يعد شيء يحرّك هذا الشعب، طبعاً المطالب المعيشية لا تُحتسَب. «لإنو الدنيا شوب. أصلاً مين إلو خلق يطالب أو يحتجّ بالشوب؟». عنجد غريبين هالأساتذة! يروحوا يحضروا فوتبول وينبسطوا شوي بدل ما يطوشونا بمطالبن!
رنا...