في ختام زيارته للبنان، حطّ فيليبو غراندي المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في معهد عصام فارس امس. هناك تحدث المسؤول عن شجون الاونروا وهمومها حيث يوكل إليها العالم رعاية 4 ملايين لاجئ
قاسم س. قاسم
حضر فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الى لبنان للمرة الثانية. هذه المرة زار مخيم نهر البارد والتقى مع المسؤولين اللبنانيين الذين حدثهم عن وضع اللاجئين في قطاع غزة ووضعهم في مخيمات القطاع. حدّثهم عن مشاكل الاونروا المالية التي لن تمنعها من استمرار عملها مع اللاجئين. من جهتهم وعده المسؤولون اللبنانيون خيراً خصوصاً في ما يتعلق بالحقوق الاجتماعية للاجئين في لبنان وبمساهمة الدولة بتحسين وضع الفلسطينيين في المخيمات. في نهاية زيارته للبنان حطّ غراندي في الكولدج الهول في الجامعة الاميركية في بيروت بدعوة من معهد عصام فارس للسياسات العامة. هناك تحدث عن وضع اللاجئين الانساني في اماكن عمل الوكالة، شارحاً عن الفرص التي يملكها اللاجئون هؤلاء وسط الصراعات في منطقة الشرق الاوسط. ففي غزة الوضع مزرٍ، وهو اسوأ وضع بين كل الاماكن التي تعمل فيها الوكالة. فبالاضافة للنقص المالي الذي تعانيه الأونروا عموماً تحتاج الوكالة في غزة الى 100 مليون دولار حتى تستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها. في لقائه امس تحدث غراندي عما هو معروف اجمالاً لاغلب الحضور المتابعين لأحوال الفلسطينيين بدقة. هنا لا بد من الاشارة الى ان الحضور كانوا من المتضامنين والناشطين الاجانب الذين ملأوا القاعة . اما المعنيون انفسهم بملف اللاجئين اي الفلسطينيون او الجمعيات والمنظمات التي تمثلهم فكان عددهم لا يتجاوز اصابع اليدين. هكذا، قرأ غراندي كلمته بعد تعريف مدير المركز رامي خوري بالزائر الاممي ومسيرة عمله في مؤسسات الامم المتحدة. نقل غراندي ما يعانيه ابناء المخيمات في غزة، مثلاً طفل من اطفال مخيم جباليا اختاره غراندي لجعله امثولة في حديثه عن الاطفال في القطاع المحاصر وفي الضفة الغربية. يقول غراندي إن «هذا الطفل اليافع يمكنه ان يميز صافرة القذيفة من الصاروخ، ويعرف نوعيتها وامكانيتها التدميرية». يضيف «كما يمكنه ان يميز بين انواع الرشاشات التي تطلق النيران ان كانت اوتوماتيكية او نصف اوتوماتيكية، فهو على عكس جميع اطفال العالم خبر الحروب، ويعيشها يومياً إن من خلال التوغلات المحدودة للقوات الاسرائيلية او من خلال الحروب التي تشنها وآخرها حرب غزة التي لا تزال ماثلة في ذاكرة هؤلاء الاطفال». هكذا، شرح غراندي للحضور كيف تعمل الاونروا من خلال مدارسها على هؤلاء الاطفال فتعلمهم مبادئ حقوق الانسان التي «يتعلمها الطفل لكنه لا يراها او يعيشها على عكس اطفال العالم». تعليم مبادئ حقوق الانسان الذي تواظب عليه الاونروا مع اطفال غزة ليس مجدياً دائماً، حين يقارن الأطفال هناك وضعهم بوضع اطفال العالم. فالاطفال «يطلعون من خلال الانترنت على العالم الخارجي وكيف يعيش اطفاله» ويضيف «هناك حتى البحر في غزة الذي هو عادة متنفس لأطفال العالم للتسلية والترفيه، فإن على مراهقي غزة البحث عن نقطة نظيفة على شاطئه لأن 80 مليون ليتر من المياه الآسنة تصب يومياً في البحر». الترفيه ليس مشكلة اطفال غزة الوحيدة فالازمات النفسية التي عاشوها من خلال فقدانهم لاقاربهم او استشهاد بعض اصدقائهم هو ما يزيد من حالة الاحباط لدى هؤلاء. شرح غراندي تفاصيل حياة الغزاويين: كيف ان 40% من السكان يعانون من البطالة و80% من ابناء غزة ينالون المساعدات من الوكالة. كما شرح «وضع الوكالة في الضفة التي تعاني ايضاً من الحواجز العسكرية» التي يقيمها العدو الاسرائيلي وكيف يؤثر ذلك على تلامذة الوكالة لجهة تأخرهم او حتى عدم الذهاب الى المدرسة.
تنتهي كلمة غراندي لتبدأ سلسلة من الاسئلة من الموجودين، عن الحقوق المدنية للفلسطينيين وما تستطيع الاونروا تقديمه على هذا الصعيد؟ الجواب؟ «لا شيء، حتى لو نال الفلسطينيون جميع حقوقهم ستستمر الاونروا في تقديم خدماتها كما هي الآن بدون اي نقصان او زيادة». أما عن منع القوى الامنية لمواد البناء من الدخول الى مخيم برج البراجنة فقال غراندي إنه بحث مع المسؤولين اللبنانيين في هذا الموضوع ويجري العمل على حلّه.
هكذا، سيرحل غراندي حاملاً هم الازمة المالية التي تعيشها وكالته متمنياً من العرب أن يساهموا في دعم الوكالة خصوصاً انهم «اسخياء في تبرعاتهم، وهذه التبرعات إذا وصلت فإن مفعولها سيظهر جلياً على الفلسطينيين خصوصاً ان عملنا هو مباشر مع اللاجئين».