الجنوب ــ سوزان هاشمانتهى العام الدراسي، تقريباً، في كليات الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية. لكن، هناك حياة في بعض الكليات. وإذا استثنينا صخب المونديال، فثمة عناصر لا تفارق الطلاب. النرجيلة مثلاً. سامر العلي، أحد الذين يدخنونها باستمرار في حرم الجامعة، يَعدّها «بتعبّي الراس وما بتطوّش متل الجريدة»، فالطلاب كما يُستنتج يطلبون الاسترخاء من بعد «أجواء المحاضرة المملّة»، والجريدة أو الكتاب تمثّل «عبئاً إضافياً يُثقل كاهلهم». حتى الصحف الإلكترونية، التي باتت تغزو عالمنا اليوم، لا يزورها الطلاب إلّا خدمة لبحث جامعي. الطلاب، هذا العام أيضاً، حافظوا على مسافةٍ كبيرة من الصحف. رنا عيسى هي واحدة من هؤلاء، التي تقرّ، بأنها على الرغم من مكوثها طويلاً أمام شاشة الإنترنت فإنّها لا تعرّج على صفحات الصحف الإلكترونية، «إلّا إذا فرضت المقرّرات الجامعية ذلك».

لا يزور الطلاب مواقع الصحف إلّا للأبحاث الجامعية الإلزامية

هكذا، اختفت الصحف تماماً من بين أيدي طلاب الفرع الخامس، بعدما كانوا في السابق «يتهافتون لالتهام مقالٍ هنا أو هناك»، هذا ما يلمسه على الأقل بائع الصحف والمجلات هناك، أبو جمال، أو من يُعرف بـ«حارس بسطة الجريدة»، الذي كان يستقبل بـ«عدّته» الطلاب منذ 20 عاماً على باب الصرح الجامعي، الذي كان يضم ثلاث كليات رئيسة. يتحدث أبو جمال، وتكاد الغصّة تقضم جزءاً من كلامه، عمّا آل إليه وضع الإقبال على الجريدة اليوم.
يقول «الحارس»: «منذ 5 سنوات مضت، كنت أبيع 100 جريدة في النهار الواحد للطلاب، أمّا اليوم، فبالكاد أستطيع بيع 20 منها، ومعظم المشترين هم من الأساتذة الجامعيين، وليس من الطلاب. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكتب الأدبية والمجلات العلمية التي انقطعت الصلة معها تماماً». أما السبب، فيعزوه أبو جمال إلى «انتشار الجهل في صفوف الطلاب. في رأيه، كان الكل يقرأ سابقاً، أمّا الآن، فـ«كلّن وقتن مع الأركيلة (وطقّ الحنك)». في السياق ذاته، يؤكّد سميح جمّول، صاحب إحدى المكتبات المجاورة لكلية الآداب: «مصلحة خسّيرة، والجريدة خرجت كلياً من جعبة الطالب».