strong>عفيف دياب«يا ريت كل يوم بيزورنا البطرك»، قالت أم جان مشعلاني وهي تراقب مدهوشة الاهتمام الزائد بالنظافة على طريق المريجات ـــــ جديتا ـــــ شتورا ـــــ زحلة. فالسيدة الستينية لم ترَ يوماً عمال النظافة «كل هالقد ناشطين، وبيحبّوا النظافة. ولا مرّة شفتن كتير معجوقين بالشغل متل هالمرة... يا ريت بيظل البطرك عنّا، على القليلة بتبقى الطريق نظيفة».
حال أم جان لا تختلف عن حال سعاد التي تلقّت اتصالاً هاتفياً من بلدية جديتا تتمنى عليها رفع العلم اللبناني وعلم الفاتيكان على شرفة منزلها المطلة على الطريق الدولية التي سيعبرها موكب البطريرك، صفير الذي سيزور زحلة والبقاع الأوسط غداً، لتدشين الكاتدرائية الجديدة للموارنة في كسارة ـــــ زحلة. فسعاد التي لم تتلق طيلة حياتها أي اتصال من البلدية «المعجوقة» برفع أقواس النصر وتوزيع الأعلام اللبنانية والفاتيكانية على المؤسسات التجارية والمنازل الواقعة على طول خط سير البطريرك، رفضت رفع غير العلم اللبناني على شرفة منزلها، و«أنا مش كتير بحب البطرك لأنو بيتدخل بالسياسة ومش عم يشتغل حتى يوحّد الطايفة. وهوي قواتي أساساً». وتضيف: «ما راح كون هون الأحد على كل حال. الأولاد خلصوا مدرسة وراح آخذن على البحر. بس يلّا ربحنا شوية نظافة... يعطيها العافية البلدية شو نشيطة. يا ريت كل يوم هيك».
«هجمة» البلديات على النظافة، أُتبعت بهجمة أخرى على رفع أقواس النصر. أقواس سبّبت حوادث سير وزحمة خانقة على طريق شتورا ـــــ جديتا بعدما صدمت سيارة «قوس نصر» جديتا، ورمته أرضاً، ما ألزم رئيس البلدية وهيب قيقانو بالإشراف شخصياً و«ميدانياً» على إعادة رفع القوس كرمى لعيون البطريرك وقرار محافظ البقاع بتزيين الطريق الممتدة من المريجات حتى زحلة، ورفع اللافتات المرحّبة بزيارة أول بطريرك ماروني للمنطقة منذ 1938. ولا ضير من تطوّع مصوّر صحافي لتنظيم حركة السير حتى يصل «الدرك»، بعدما «فاتت» السيارات بالشاحنات، و«فاتت» البلديات بعضها ببعض في من يرفع أجمل زينة، و«تزفيت» كل الحفر دفعة واحدة حتى يصل «غبطته» مرتاحاً إلى زحلة ويُسلّم مفتاح عاصمة «الكثلكة» في الشرق، من دون وجود «مطبّات» على الطريق قد تسبّب حدوث ارتجاجات في سيارة بطريرك لم يعتد زيارة السهل.