صور ــ آمال خليللدى علمه بمشاركة منتخب كوريا الجنوبية في المونديال، قرر قاسم الداوود أن يظهر شكره للوحدة الكورية الجنوبية العاملة في إطار قوات اليونيفيل، التي تخدم في بلدته البرغلية منذ ثلاثة أعوام، فانبرى لحشد التأييد والتشجيع للمنتخب الكوري بين الأهالي. هذا الحشد كشف للشاب أن كرة القدم الكورية ليست محدودة الانتشار في بلدته فحسب، بل في صور أيضاً، وصولاً إلى صيدا، حيث تفتقد المحال والبسطات، التي تبيع أعلام الدول المشاركة، العلم الكوري. فطلب إلى الجنود الكوريين الذين يفدون إلى مقر البلدية أسبوعياً للدعم الخدماتي والطبي أن يجلبوا له رزمة من أعلام بلدهم. في أقل من يومين، باتت معظم أسطح بيوت البرغلية مناصرة للمنتخب الكوري الجنوبي، من باب المجاملة للوحدة. وما يعزز هذا الشعور بالمجاملة هو أن الكثير من أصحاب البيوت علّقوا أعلاماً لدول أخرى على النوافذ والشرفات والسيارات، فيما تركوا السطح للعلم الكوري.
أقلع البعض عن تشجيع منتخباتهم التاريخية كرمى للكوريين في الجنوب
وإذ تحلّق البرغليون، بعد ظهر أمس، لمتابعة المباراة التي جمعت منتخبَي الأرجنتين وكوريا الجنوبية، شُغل الجنود الكوريون أنفسهم وقائدهم العام الكولونيل كيم ميونغ جونغ عن مشاهدة لعبة منتخب بلادهم لارتباطهم بأعمال «حفظ السلام» اليومية، إلى جانب حفل تدشين مشغل خياطة ومكتبة عامة وصفوف تعليم الكمبيوتر واللغة الكورية والتايكواندو في العباسية. انتهت المباراة، والجنود وقائدهم كانوا لا يزالون في حفل تقديم هبة إلى مدرسة الحنان لذوي الاحتياجات الخاصة.
وحيث كان أهالي البرغلية قد شكروا الكوريين الجنوبيين، فقد وجد الكثير من الجنوبيين اللبنانيين أن المنتخب الكوري الشمالي المشارك للمرة الأولى في المونديال منذ 44 عاماً يستحق التشجيع. وبذلك، لم تحظ كوريا الجنوبية بالتشجيع فقط، ولو مجاملة، فقد حظيت الشمالية أيضاً بالتشجيع، حيث أقلع البعض عن تشجيع منتخباتهم التاريخية كرمى للكوريين الشماليين. هكذا فعل خالد باقي. فعندما اكتشف أن خصم البرازيل، فريقه المفضّل، في مباراة أول من أمس، هو كوريا الشمالية، تحوّل مباشرة إلى دعم الأخيرة «احتراماً للعاملين هنا، ولتجربة ذلك الشعب المكافح».
وإذ يخفي البعض إعجابه بأداء المنتخب الكوري الشمالي، في البلدات التي تعمل في نطاقها الوحدة الكورية الجنوبية، «احتراماً لمشاعرهم تجاه جيرانهم الأعداء الشماليين»، لا يتورع آخرون عن الاستعانة بالروح الرياضية لتنفيس الغضب بين الكوريتين، متذرعين بتلاقي المنتخبين لأكثر من مرة في مباريات عدة خلال التصفيات لكأس العالم الجارية من دون أن يؤدي ذلك إلى الخلاف.